الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            95 - قال الشيخ الحسين بن مسعود: أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، نا أبو كريب، نا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما، فقال: يا قوم، إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان، فالنجاء، فأطاعه طائفة من قومه، فأدلجوا، فانطلقوا على مهلهم، فنجوا، وكذبت طائفة منهم، فأصبحوا مكانهم، فصبحهم الجيش، فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني، فاتبع ما جئت به، ومثل من عصاني، وكذب بما جئت به من الحق "، هذا حديث متفق على صحته، وأخرجه مسلم أيضا عن أبي كريب.

                                                                            والنذير: المخوف، كما قال الله سبحانه وتعالى: ( ليكون للعالمين نذيرا ) ، وقد يأتي بمعنى الإنذار، كما قال [ ص: 195 ] الله سبحانه وتعالى ( فستعلمون كيف نذير ) ، أي: إنذاري.

                                                                            قوله: "أنا النذير العريان" معناه أن الربيئة الذي يرقب العدو، فإذا لقي العدو، نزع ثوبه، فألاح به ينذر القوم، فيبقى عريانا، أو نزع ثوبه يعدو، فيخبر القوم، وخص العريان، لأنه أبين في العين.

                                                                            وقوله: "فأدلجوا" الإدلاج بالتخفيف: سير أول الليل، وبالتشديد: سير آخر الليل.

                                                                            وقوله صلى الله عليه وسلم: "اجتاحهم"، أي: استأصلهم، ومنه الجائحة التي تفسد الثمار وتهلكها.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية