الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            219 - أخبرنا أبو بكر يعقوب بن محمد بن علي الصيرفي، نا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي، في شهور سنة ست وثمانين وثلاث مائة، أنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، نا قتيبة بن سعيد، حدثنا خلف بن خليفة، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، قال: كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة، فكان يمد يده حتى تبلغ إبطه، فقلت له: يا أبا هريرة ما هذا الوضوء؟ فقال: يا بني فروخ، أنتم ههنا؟ لو علمت أنتم ههنا ما توضأت هذا الوضوء، وسمعت خليلي صلى الله عليه وسلم، يقول: "تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء".

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن قتيبة بن سعيد .

                                                                            وأبو حازم هذا سلمان، مولى عزة الأشجعية، وليس هو بأبي [ ص: 427 ] حازم المعروف بالذي يقال له: سلمة بن دينار، ويروي عن سهل بن سعد، ذاك لم يدرك أبا هريرة .

                                                                            قوله: "يا بني فروخ" أراد بهم العجم، نسبهم إلى فروخ لكثرة ما فيهم من هذا الاسم.

                                                                            وقوله: "تبلغ الحلية" يريد التحجيل من أثر الوضوء، كما جاء في الحديث الأول. [ ص: 428 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية