الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب طرح المسألة على الأصحاب ليختبر ما عندهم من العلم.

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ) .

                                                                            143 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي، أنا أبو الحسن الطيسفوني، أنا عبد الله بن عمر الجوهري، نا أحمد بن علي الكشميهني، نا علي بن حجر، نا إسماعيل بن جعفر، نا عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟ قال عبد الله: فوقع الناس في شجر البوادي، ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي، يا رسول الله؟ قال: هي النخلة ".

                                                                            قال عبد الله: فذكرت ذلك لعمر، فقال: لأن تكون، قلت: هي النخلة، أحب إلي من كذا وكذا "،
                                                                            [ ص: 308 ] هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن علي بن حجر، وأخرجاه عن قتيبة، عن إسماعيل بن جعفر.

                                                                            قال الإمام: فيه دليل على أنه يجوز للعالم أن يطرح على أصحابه ما يختبر به علمهم.

                                                                            أما ما روي عن معاوية، أن النبي صلى الله عليه وسلم "نهى عن الأغلوطات".

                                                                            قال الأوزاعي: هي شرار المسائل، فمعناه: أن يقابل العالم بصعاب المسائل التي يكثر فيها الغلط، ليستزل ويستسقط فيها رأيه.

                                                                            وروي عن عبد الله بن مسعود، أنه قال: "أنذرتكم صعاب المنطق"، يريد المسائل الدقاق والغوامض، وإنما نهى عنها، لأنها غير نافعة في الدين، ولا يكاد يكون إلا فيما لا يقع أبدا.

                                                                            يكره للرجل أن يتكلف لسؤال ما لا حاجة به إليه، وإن دعت الحاجة إليه، فلا بأس.

                                                                            كما روي أن عمر أراد إظهار فضل عبد الله بن عباس على القوم، فسألهم عن قول الله تعالى: ( إذا جاء نصر الله والفتح ) ، [ ص: 309 ] فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله، ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم: لا ندري.

                                                                            ولم يقل بعضهم شيئا، فقال لابن عباس : ما تقول؟ قال: قلت: "أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله تعالى له".

                                                                            قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم ".

                                                                            وروي أن رجلا سأل أبي بن كعب عن مسألة فيها غموض، فقال: هل كان هذا؟ قال: "لا، فأمهلني إلى أن يكون".

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية