الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            151 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أنا زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق الهاشمي، أنا أبو مصعب، عن مالك، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة، فقال: " السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا بكم، [ ص: 323 ] إن شاء الله، لاحقون، وددت أني قد رأيت إخواننا، قالوا: يا رسول الله، ألسنا إخوانك؟ قال: بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، وأنا فرطهم على الحوض، قالوا: يا رسول الله كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك؟ قال: أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة في خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى.

                                                                            قال: فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، فليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هلم، ألا هلم، ألا هلم.

                                                                            فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول: فسحقا، فسحقا، فسحقا
                                                                            ".

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن إسحاق بن منصور، عن معن، عن مالك [ ص: 324 ] قوله: "وأنا فرطهم" أي: أتقدمهم، والفرط والفارط: المتقدم في طلب الماء، يقال: فرطت القوم: إذا تقدمتهم لترتاد لهم الماء، وتهيئ الدلاء والرشاء.

                                                                            قوله: "ألا هلم"، أي: تعالوا.

                                                                            قوله: "سحقا" أي: بعدا، يريد: باعدهم الله، قال الله سبحانه وتعالى: ( فسحقا لأصحاب السعير ) والسحيق: البعيد، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ( أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية