الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            162 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا زهير، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، قال: " أتيت صفوان بن عسال المرادي، فقلت له: قد حك في صدري من المسح على الخفين، فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا؟ قال: نعم، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنا سفرا، أو مسافرين أن لا نخلع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن من غائط ولا بول ولا نوم إلا الجنابة [ ص: 337 ] وزر بن حبيش أبو مريم الأسدي .

                                                                            قال الشيخ: في هذا الحديث فوائد، منها جواز المسح على الخفين، وأن مدة المسح في حق المسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وأن المسح رخصة في حق المحدث دون الجنب، فإذا أجنب الماسح على الخفين، وجب عليه غسل الرجلين، وفيه دليل على أن النوم حدث على أي صفة نام، وبه قال من الصحابة: أبو هريرة، وعائشة، ومن التابعين: الحسن، وهو قول إسحاق، والمزني.

                                                                            وروي عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وكاء السه العينان، فمن نام فليتوضأ".

                                                                            والسه: حلقة الدبر.

                                                                            وقال ابن عباس : "وجب الوضوء على كل نائم إلا من خفق برأسه خفقة أو خفقتين". [ ص: 338 ] .

                                                                            وذهب الشافعي رضي الله عنه إلى أنه يوجب الوضوء، إلا أن ينام قاعدا، فلا وضوء عليه، لما:

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية