الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            180 - أخبرنا عمر بن عبد العزيز، أنا القاسم بن جعفر، أنا أبو علي اللؤلؤي، نا أبو داود، نا حيوة بن شريح الحمصي، حدثنا ابن عياش، [ ص: 366 ] عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن الديلمي، عن عبد الله بن مسعود، قال: " قدم وفد الجن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، انه أمتك أن يستنجوا بعظم، أو روثة، أو حممة، فإن الله سبحانه وتعالى جعل لنا فيها رزقا، قال: فنهى النبي صلى الله عليه وسلم ".

                                                                            والحممة: الفحم وما أحرق من الخشب والعظام ونحوهما، فقد قيل: كلها طعام الجن، والاستنجاء بها منهي عنه، وقيل: المراد منها العظم المحترق.

                                                                            وقيل: النهي عن الاستنجاء بالفحم، لأنه رخو يتفتت إذا ناله غمز، ويتعلق بالمحل، ولا يقلع الأذى، وفي معناه التراب، وفتات المدر.

                                                                            قوله: "وأن يستنجي الرجل بيمينه" ويروى أنه صلى الله عليه وسلم نهى أن يستطيب الرجل بيمينه.

                                                                            والمراد من الاستطابة: الاستنجاء، يقال: استطاب الرجل، فهو مستطيب، وأطاب، فهو مطيب، ومعنى الطيب ههنا: الطهارة، لأنه يطيب جسده مما عليه من الخبث بالاستنجاء. [ ص: 367 ] .

                                                                            قال رضي الله عنه: النهي عن الاستنجاء باليمين نهي أدب.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية