الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            185 - أنا عمر بن عبد العزيز، أخبرنا القاسم بن جعفر، أنا أبو علي اللؤلؤي، نا أبو داود، نا مسدد، نا عيسى بن يونس، أنا إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان "إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد".

                                                                            وروي عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "من أتى الغائط فليستتر، فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبا من رمل، فليستدبره، فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم"، وروي عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم "إذا أراد الحاجة، لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض"، يرويه الأعمش، عن أنس، وعن ابن [ ص: 375 ] عمر، وكل مرسل، لأن الأعمش لم يسمع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نظر إلى أنس.

                                                                            وفي رواية من روى: "كان لا يستنزه من البول" دليل على أن الأبوال كلها نجسة، والاحتراز عنها واجب، وروي عن أبي موسى، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فأراد أن يبول، فأتى دمثا في أصل جدار، فبال، ثم قال: "إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله".

                                                                            يعني: ليطلب مكانا سهلا، حتى لا يرتد إليه البول.

                                                                            والدمث: المكان اللين.

                                                                            وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان "يرتاد لبوله مكانا كما يرتاد منزلا". [ ص: 376 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية