بيان فضيلة الزهد .
قال الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=79فخرج على قومه في زينته إلى قوله .
تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=80وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن nindex.php?page=treesubj&link=24626فنسب الزهد إلى العلماء ووصف أهله بالعلم وهو غاية الثناء وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=54أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا وجاء في التفسير على الزهد في الدنيا وقال : عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=7إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا قيل معناه : أيهم أزهد فيها فوصف الزهد بأنه من أحسن الأعمال ، وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=3الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة فوصف الكفار بذلك فمفهومه أن المؤمن هو الذي يتصف بنقيضه وهو أن يستحب الآخرة على الحياة الدنيا .
وأما الأخبار فما ورد منها في ذم الدنيا كثير ، وقد أوردنا بعضها في كتاب ذم الدنيا مع ربع المهلكات ، إذ حب الدنيا من المهلكات ونحن الآن نقتصر على
nindex.php?page=treesubj&link=29497فضيلة بغض الدنيا ، فإنه من المنجيات وهو المعني بالزهد وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: من أصبح وهمه الدنيا شتت الله عليه أمره ، وفرق عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ، ومن أصبح وهمه الآخرة جمع الله له همه ، وحفظ عليه ضيعته ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة وقال : صلى الله عليه وسلم :
إذا رأيتم العبد وقد أعطي صمتا وزهدا في الدنيا فاقتربوا منه ، فإنه يلقى الحكمة وقال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=269ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ولذلك قيل : من زهد في الدنيا أربعين يوما أجرى الله ينابيع الحكمة في قلبه ، وأنطق بها لسانه وعن بعض الصحابة أنه قال
قلنا يا رسول الله أي الناس خير ؟ قال : كل مؤمن محموم القلب صدوق اللسان ، قلنا : يا رسول الله ، وما محموم القلب ؟ قال : التقي النقي الذي لا غل فيه ، ولا غش ، ولا بغي ، ولا حسد قلنا : يا رسول الله فمن على أثره ؟ قال : الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة ومفهوم هذا أن
nindex.php?page=treesubj&link=29497_30484شر الناس الذي يحب الدنيا .
وقال صلى الله عليه وسلم :
إن أردت أن يحبك الله فازهد في الدنيا فجعل الزهد سببا للمحبة فمن أحبه الله تعالى فهو في أعلى الدرجات فينبغي أن يكون
nindex.php?page=treesubj&link=29411_29497_24628الزهد في الدنيا من أفضل المقامات ومفهومه أيضا أن محب الدنيا متعرض لبغض الله تعالى وفي خبر من طريق أهل البيت الزهد والورع يجولان في القلوب كل ليلة ، فإن صادفا قلبا فيه الإيمان والحياء أقاما فيه وإلا ارتحلا
ولما قال حارثة لرسول الله : صلى الله عليه وسلم : أنا مؤمن حقا ، قال : وما حقيقة إيمانك قال : عزفت نفسي عن الدنيا فاستوى عندي حجرها وذهبها وكأني بالجنة والنار وكأني بعرش ربي بارزا فقال : صلى الله عليه وسلم عرفت : فالزم ، عبد نور الله قلبه بالإيمان . فانظر كيف بدأ في إظهار حقيقة الإيمان بعزوف النفس عن الدنيا وقرنه باليقين وكيف زكاه رسول الله : صلى الله عليه وسلم : إذ قال :
عبد نور الله قلبه بالإيمان .
بَيَانُ فَضِيلَةِ الزُّهْدِ .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=79فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ إِلَى قَوْلِهِ .
تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=80وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ nindex.php?page=treesubj&link=24626فَنَسَبَ الزُّهْدَ إِلَى الْعُلَمَاءِ وَوَصَفَ أَهْلَهُ بِالْعِلْمِ وَهُوَ غَايَةُ الثَّنَاءِ وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=54أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ عَلَى الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا وَقَالَ : عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=7إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا قِيلَ مَعْنَاهُ : أَيُّهُمْ أَزْهَدُ فِيهَا فَوَصَفَ الزُّهْدَ بِأَنَّهُ مِنْ أَحْسَنِ الْأَعْمَالِ ، وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مَنْ نَصِيبٍ وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=3الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ فَوَصَفَ الْكُفَّارَ بِذَلِكَ فَمَفْهُومُهُ أَنَّ الْمُؤْمِنَ هُوَ الَّذِي يَتَّصِفُ بِنَقِيضِهِ وَهُوَ أَنْ يَسْتَحِبَّ الْآخِرَةَ عَلَى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .
وَأَمَّا الْأَخْبَارُ فَمَا وَرَدَ مِنْهَا فِي ذَمِّ الدُّنْيَا كَثِيرٌ ، وَقَدْ أَوْرَدْنَا بَعْضَهَا فِي كِتَابِ ذَمِّ الدُّنْيَا مَعَ رُبْعِ الْمُهْلِكَاتِ ، إِذْ حُبُّ الدُّنْيَا مِنَ الْمُهْلِكَاتِ وَنَحْنُ الْآنَ نَقْتَصِرُ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=29497فَضِيلَةِ بُغْضِ الدُّنْيَا ، فَإِنَّهُ مِنَ الْمُنْجِيَاتِ وَهُوَ الْمَعْنِيُّ بِالزُّهْدِ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: مَنْ أَصْبَحَ وَهَمُّهُ الدُّنْيَا شَتَّتَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ ، وَمَنْ أَصْبَحَ وَهَمُّهُ الْآخِرَةَ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ هَمَّهُ ، وَحَفِظَ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَقَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِذَا رَأَيْتُمُ الْعَبْدَ وَقَدْ أُعْطِيَ صَمْتًا وَزُهْدًا فِي الدُّنْيَا فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ ، فَإِنَّهُ يُلَقَّى الْحِكْمَةَ وَقَالَ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=269وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَلِذَلِكَ قِيلَ : مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَجْرَى اللَّهُ يَنَابِيعَ الْحِكْمَةِ فِي قَلْبِهِ ، وَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ وَعَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ أَنَّهُ قَالَ
قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟ قَالَ : كُلُّ مُؤْمِنٍ مَحْمُوم الْقَلْبِ صَدُوقُ اللِّسَانِ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا مَحْمُوم الْقَلْبِ ؟ قَالَ : التَّقِيُّ النَّقِيُّ الَّذِي لَا غِلَّ فِيهِ ، وَلَا غِشَّ ، وَلَا بَغْيَ ، وَلَا حَسَدَ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ عَلَى أَثَرِهِ ؟ قَالَ : الَّذِي يَشْنَأُ الدُّنْيَا وَيُحِبُّ الْآخِرَةَ وَمَفْهُومُ هَذَا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29497_30484شَرَّ النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ الدُّنْيَا .
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يُحِبَّكَ اللَّهُ فَازْهَدْ فِي الدُّنْيَا فَجَعَلَ الزُّهْدَ سَبَبًا لِلْمَحَبَّةِ فَمَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ تَعَالَى فَهُوَ فِي أَعْلَى الدَّرَجَاتِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ
nindex.php?page=treesubj&link=29411_29497_24628الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا مِنْ أَفْضَلِ الْمَقَامَاتِ وَمَفْهُومُهُ أَيْضًا أَنَّ مُحِبَّ الدُّنْيَا مُتَعَرِّضٌ لِبُغْضِ اللَّهِ تَعَالَى وَفِي خَبَرٍ مِنْ طَرِيقِ أَهْلِ الْبَيْتِ الزُّهْدُ وَالْوَرَعُ يَجُولَانِ فِي الْقُلُوبِ كُلَّ لَيْلَةٍ ، فَإِنْ صَادَفَا قَلْبًا فِيهِ الْإِيمَانُ وَالْحَيَاءُ أَقَامَا فِيهِ وَإِلَّا ارْتَحَلَا
وَلَمَّا قَالَ حَارِثَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا مُؤْمِنٌ حَقًّا ، قَالَ : وَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكَ قَالَ : عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا فَاسْتَوَى عِنْدِي حَجَرُهَا وَذَهَبُهَا وَكَأَنِّي بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَكَأَنِّي بِعَرْشِ رَبِّي بَارِزًا فَقَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفْتَ : فَالْزَمْ ، عَبْدٌ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِالْإِيمَانِ . فَانْظُرْ كَيْفَ بَدَأَ فِي إِظْهَارِ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ بِعُزُوفِ النَّفْسِ عَنِ الدُّنْيَا وَقَرَنَهُ بِالْيَقِينِ وَكَيْفَ زَكَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذْ قَالَ :
عَبْدٌ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِالْإِيمَانِ .