الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
بيان فضيلة الفقر على الغنى .

اعلم أن الناس قد اختلفوا في هذا فذهب الجنيد والخواص والأكثرون إلى تفضيل الفقر وقال ابن عطاء الغني الشاكر القائم بحقه أفضل من الفقير الصابر ، ويقال أن : الجنيد دعا على ابن عطاء لمخالفته إياه في هذا فأصابته محنة وقد ذكرنا ذلك في كتاب الصبر وبينا أوجه التفاوت بين الصبر والشكر ومهدنا سبيل طلب الفضيلة في الأعمال والأحوال ، وأن ذلك لا يمكن إلا بتفصيل .

فأما ، الفقر والغنى إذا أخذا مطلقا لم يسترب من قرأ الأخبار والآثار في تفضيل الفقر ولا بد فيه من تفصيل فنقول إنما يتصور الشك في مقامين أحدهما فقير صابر ليس بحريص على الطلب بل هو قانع أو راض بالإضافة إلى غني منفق ماله في الخيرات ليس حريصا على إمساك المال والثاني فقير حريص مع غني حريص إذ لا يخفى أن الفقير القانع أفضل من الغني الحريص الممسك وأن الغني المنفق ماله في الخيرات أفضل من الفقير الحريص أما الأول فربما يظن أن الغني أفضل من الفقير ؛ لأنهما تساويا في ضعف الحرص على المال والغني متقرب بالصدقات والخيرات والفقير عاجز عنه وهذا هو الذي ظنه ابن عطاء فيما نحسبه ، فأما الغني المتمتع بالمال ، وإن كان في مباح فلا يتصور أن يفضل على الفقير القانع . وقد يشهد له ما روي في الخبرأن الفقراء شكوا إلى رسول الله : صلى الله عليه وسلم : سبق الأغنياء بالخيرات والصدقات والحج والجهاد فعلمهم كلمات في التسبيح وذكر لهم أنهم ينالون بها فوق ما ناله الأغنياء ، فتعلم الأغنياء ذلك فكانوا يقولونه فعاد الفقراء ، إلى رسول الله : صلى الله عليه وسلم فأخبروه : فقال صلى الله عليه وسلم : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .

وقد استشهد ابن عطاء أيضا لما سئل عن ذلك فقال الغني : أفضل ؛ لأنه وصف الحق ، أما دليله الأول ففيه نظر ؛ لأن الخبر قد ورد مفصلا تفصيلا يدل على خلاف ذلك وهو أن ثواب الفقير في التسبيح يزيد على ثواب الغني ، وأن فوزهم بذلك الثواب فضل الله يؤتيه من يشاء فقد روى زيد بن أسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : بعث الفقراء رسولا إلى رسول الله : صلى الله عليه وسلم : فقال : إني رسول الفقراء إليك فقال : مرحبا بك وبمن جئت من عندهم ، قوم أحبهم قال : قالوا : يا رسول الله ، إن الأغنياء ذهبوا بالخير يحجون ولا نقدر عليه ويعتمرون ولا نقدر عليه وإذا مرضوا بعثوا بفضل أموالهم ذخيرة لهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بلغ عني الفقراء أن لمن صبر واحتسب منكم ثلاث خصال ليست للأغنياء : أما خصلة واحدة : فإن في الجنة غرفا ينظر إليها أهل الجنة كما ينظر أهل الأرض إلى نجوم السماء لا يدخلها إلا نبي فقير أو شهيد فقير أو مؤمن فقير ، والثانية : يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم وهو خمسمائة عام والثالثة : إذا قال الغني : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، وقال الفقير مثل ذلك لم يلحق الغني بالفقير ، ولو أنفق فيها عشرة آلاف درهم وكذلك أعمال البر كلها ، فرجع إليهم فأخبرهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا رضينا رضينا فهذا يدل على أن قوله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء أي : مزيد ثواب الفقراء على ذكرهم ، وأما قوله : إن الغني وصف الحق فقد أجابه بعض الشيوخ فقال : أترى أن الله تعالى غني بالأسباب والأعراض فانقطع ولم ينطق وأجاب آخرون فقالوا إن التكبر من صفات الحق فينبغي أن يكون أفضل من التواضع ثم قالوا : بل هذا يدل على أن الفقر أفضل ؛ لأن صفات العبودية أفضل للعبد كالخوف والرجاء وصفات الربوبية لا ينبغي أن ينازع فيها ولذلك قال تعالى فيما روى عنه نبينا : صلى الله عليه وسلم الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قصمته .

وقال سهل حب العز والبقاء شرك في الربوبية ومنازعة فيها ؛ لأنهما من صفات الرب تعالى .

التالي السابق


(بيان فضيلة الفقر على الغنى)

(اعلم) هداك الله تعالى (أن الناس قد اختلفوا في هذه فذهب (أبو القاسم (الجنيد و) إبراهيم بن أحمد (الخواص) مات قبل العشرين وثلاثمائة (والأكثرون) من المشايخ (إلى تفضيل الفقر) على الغنى وهو الحق الذي لا محيد عنه .

(وقال) أبو العباس أحمد بن محمد (بن عطاء) الآدمي المتوفى في سنة 309 (الغني الشاكر القائم بحقه أفضل من الفقير الصابر، ويقال: إن الجنيد) - رحمه الله تعالى - (دعا على ابن عطاء) وباهله في هذه المسألة (لمخالفته إياه في هذا) وإنكاره له أشد الإنكار (فأصابته محنة) واستجيب فيه دعاء الجنيد، وكان الجنيد يقول: الفقير الصابر أفضل من الغني الشاكر، وإن تساويا في المقام بحكم حالهما; لأن الغني التقي يمتع نفسه وينعم بصفته، والفقير الصابر قد أدخل على صفته الآلام والمكاره فقد زاد عليه بذلك، وهذا كما قال، وكذلك كان أحمد بن حنبل يقول: ما أعدل بالفقر شيئا وكان يفضل حال الفقر ويعظم شأن الفقير الصابر، وقال المروزي: وذكر بعض الفقراء فجعل يمدحه ويكثر السؤال عنه، فقلت له: يحتاج إلى علم فقال: ويحك اسكت صبره على الفقر ومقاساته للضر خير من كثير من العلم، ثم قال: هؤلاء خير منا .

(وقد ذكرنا ذلك في كتاب الصبر ووجه التفاوت بين الصبر والشكر ومهدنا سبيل طلب الفضيلة في الأعمال والأحوال، وأن ذلك لا يمكن إلا بتفصيل، وأما الفقر والغنى إذا أخذ مطلقا لم يسترب) أي: لم يشك (من قرأ) وفي نسخة رأى (الأخبار و) طالع (الآثار في تفضيل الفقر) مطلقا ومنها ما تخص الراضين [ ص: 286 ] بالفقر والقانعين من الفقراء والبصيرة تعضد ذلك لما فيه من عدم المشغلات والعجز عن قضاء الأوطار المذمومة وتخفة الحساب في القيامة وهذا يصح أن يكون مسلكا في تفضيله على الغنى .

(و) لكن (لا بد فيه من تفصيل) يرفع عنه نقاب الخفاء (فنقول إنما يتصور الشك في مقامين أحدهما) في (فقير صابر وليس بحريص على الطلب بل هو قانع راض بالإضافة إلى غني منفق ماله في الخيرات ليس حريصا على إمساك المال والثاني) في (فقير حريص) على الطلب (مع غني حريص) على إمساك المال (إذ لا يخفى أن الفقير القانع أفضل من الغني الحريص الممسك) على المال (وأن الغني المنفق ماله في الخيرات أفضل من الفقير الحريص) .

فهذه أربع مقامات، وإنما الشك في المقامين الأولين (أما الأول فربما يظن أن الغني أفضل من الفقير; لأنهما تساويا في ضعف الحرص على المال والغني) زائد عليه فإنه (متقرب بالصدقات والخيرات والفقير عاجز عنه) لفقد المال (وهذا هو الذي ظنه) أبو العباس (بن عطاء) فيما ذهب إليه (فيما نحسبه، فأما الغني المتمتع بالمال، وإن كان في مباح) شرعي (فلا يتصور أن يفضل على الفقير القانع .

وقد يشهد له) أي: لابن عطاء (ما روي في الخبر أن الفقراء شكوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبق الأغنياء بالخيرات والصدقات والحج والجهاد فعلمهم كلمات في التسبيح وذكر لهم أنهم ينالون بها فوق ما ناله الأغنياء، فتعلم الأغنياء ذلك فكانوا يقولونه، فعادوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) قال العراقي: متفق عليه من حديث أبي هريرة نحوه. اهـ .

قلت: لفظهما: ألا أحدثكم بحديث إن أخذتم به أدركتم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين. وفي لفظ للبخاري قال الفقراء: ذهب أهل الدثور بالدرجات والنعيم المقيم، صلوا كما صلينا وجاهدوا كما جاهدنا، وأنفقوا من فضول أموالهم وليست لنا أموال، فقال: ألا أخبركم بأمر تدركون من كان قبلكم وتسبقون من جاء بعدكم ولم يأت بمثل ما جئتم به إلا من جاء بمثله؟ تسبحون في دبر كل صلاة عشرا وتحمدون عشرا وتكبرون عشرا، ورواه مسلم نحوه، وهو بهذا اللفظ عند الطيالسي من حديث أبي الدرداء، وروى ابن ماجه من حديث أبي ذر: ألا أخبركم بأمر إذا فعلتموه أدركتم من قبلكم وفيتم من بعدكم؟ تحمدون الله في دبر كل صلاة وتسبحونه وتكبرونه ثلاثا وثلاثين وثلاثا وثلاثين وأربعا وثلاثين، روى ابن حبان نحوه من حديث أبي هريرة.

(وقد استشهد ابن عطاء أيضا لما سئل عن ذلك) سأله بعض الشيوخ عن الوصفين أيهما أفضل؟ (فقال: الغنى أفضل; لأنه وصف الحق، أما دليله الأول) وهو التمسك بحديث أبي هريرة (ففيه نظر; لأن الخبر) المذكور (قد روي مفصلا تفصيلا يدل على خلاف ذلك وهو أن ثواب الفقير في التسبيح يزيد على ثواب الغني، وأن فوزهم بذلك الثواب فضل الله يؤتيه من يشاء) .

وبيانه أن هذا عند أولي الألباب في تدبر الخطاب يعني به الفقراء; لأنه قيل لهم في أول الكلام: إن فعلتم ذلك لم يسبقكم أحد قبلكم ولم يدرككم أحد بعدكم، فثبت هذا القول من الرسول وصح فما جاء بعده يكون محمولا عليه ومفسرا له، ولم يجز أن ينقلب الخطاب; لأنه إخبار عن شيء فكيف يرجع عنه أو ينسخ الخبر عن أمر بقول آخر، فلما فعل الأغنياء ما أمر به الفقراء من الذكر وقف الفقراء في قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنظرهم إلى مزيد الأغنياء عليهم بفضل القول فرجعوا إليه يستفتون منه الخبر ويستثبتون عنه ما به أخبر، فقال: لا تعجبوا، فإن الذي قلت كما قلت هو فضل الله يؤتيه من يشاء، فأنتم ممن يشاء أن يؤتيه فضله، فثبتهم في القول الأول، ولم يرجع هو عن قوله إلى نقيضه، فصح هذا التأويل عن مآله الذي يئول إليه باستنباط باطن العلم عنه، وبطل حمل ابن عطاء ومن وافقه الخبر على ظاهره، ولما يأتهم تأويله بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه، إذ لم يعطوا حقيقة خبره وهو حقيقته إذ تأويل الحق الذي هو مآله، وحقيقته عند الله تعليم من الله ليس على ظاهر الخطاب يستنبطه [ ص: 287 ] أولو الألباب، وقد قال: فقهه في الدين وعلمه التأويل، شهد لبطلان تأويلهم قول الرسول في أول الكلام: لا يسبقكم من قبلكم ولا يلحقكم من بعدكم، فكان قوله الثاني مواطئا لقوله الأول، إذ لم يناقض الأول بالآخر، فهذا من سحر البيان في قوله: إن من البيان لسحرا.

(فقد) جاء دليل ما قلناه مفسرا مكشوفا في الخبر الذي (روى زيد بن أسلم) العدوي التابعي مولى عمر مات سنة ست وثلاثين (عن أنس بن مالك) - رضي الله عنه - (قال: بعث الفقراء رسولا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني رسول الفقراء إليك فقال: مرحبا بك وبمن جئت من عندهم، جئت من عند قوم أحبهم، فقال: قالوا: يا رسول الله، إن الأغنياء ذهبوا بالجنة) أي: بالدرجات فيها (يحجون ولا نقدر عليه ويعتمرون ولا نقدر عليه وإذا مرضوا بعثوا بفضل أموالهم ذخيرة لهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بلغ عني الفقراء أن لمن صبر واحتسب منكم ثلاث خصال ليست للأغنياء: أما خصلة واحدة: فإن في الجنة غرفا ينظر إليها أهل الجنة كما ينظر أهل الأرض إلى نجوم السماء لا يدخلها إلا نبي فقير أو شهيد فقير أو مؤمن فقير، والثانية: يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم وهو خمسمائة عام، الثالثة: إذا قال الغني: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وقال الفقير مثل ذلك لم يلحق الغني بالفقير، ولو أنفق فيها عشرة آلاف درهم وكذلك أعمال البر كلها، فرجع إليهم) بهذا الجواب (فقالوا رضينا رضينا) هكذا نقله صاحب القوت .

وقال العراقي: لم أجده هكذا بهذا السياق، والمعروف في هذا المعنى ما رواه ابن ماجه من حديث ابن عمر: اشتكى فقراء المهاجرين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما فضل به عليهم أغنياؤهم فقال: يا معشر الفقراء ألا أبشركم؟ إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم خمسمائة عام، وإسناده ضعيف .

فهذا يدل على أن قوله في الخبر الأول (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء أي: مزيد ثواب الفقراء على ذكرهم، وأما قوله: إن الغنى وصف الحق فقد أجابه بعض الشيوخ) وهو الذي سأله عن الوصفين أيهما أفضل (فقال: أترى أن الله تعالى غني بالأسباب والأعراض فانقطع) ابن عطاء (ولم ينطق) بحرف إذ كان ذلك تسجيلا عليه، وهذا كما قاله الشيخ; لأن الحق سبحانه غني بوصفه فالفقير أحق بهذا المعنى; لأنه غني بوصفه بالإيمان لا بالأسباب لانفراده عنها فهو الأفضل، وإلى الحق أقرب، فأما الغني فإنه متشتت مجتمع بالأسباب فهو مفضول بلا ارتياب، وقد خالفه الخواص إبراهيم فوفق للصواب، وكان فوقه في المعرفة فقال في كتابه "شرف الفقر": والفقر صفة للحق يصف به الفقراء، فوافق في التأويل يعني أنه تعالى متخل عن الأسباب منفرد عنها .

(وأجاب آخرون فقالوا) : هذا غلط فاحش من جهة المعنى المذكور دخل على ابن عطاء; لأنه إن كان فضل الغنى على الفقر; لأنه صفة الحق فإن (التكبر من صفات الحق فينبغي أن يكون أفضل من التواضع) الذي هو من صفات العبد، وكذلك الحمد والعز; لأن ذلك كله صفة الحق، فلما أجمعوا على ذم من كان هذا وصفه كان من وصف بالغنى في معناه .

(ثم قالوا: بل هذا يدل على أن الفقراء أفضل; لأن صفات العبودية أفضل للعبد كالخوف والرجاء) والغنى صفة الحق مقترن بالعز والكبر (وصفات الربوبية لا ينبغي أن ينازع فيها) ولا يشارك، بل ينبغي أن يسلم صفات الحق للحق، فبطل قول ابن عطاء (ولذلك قال تعالى فيما روى عنه نبينا - صلى الله عليه وسلم - الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قصمته) تقدم في ذم الكبر وفي العلم .

(وقال) أبو محمد (سهل) بن عبد الله التستري - رحمه الله تعالى - مخالفا له وموافقا لما ذهب إليه الجنيد (حب العز والبقاء شرك في الربوبية ومنازعة فيها; لأنهما من صفات الرب تعالى) ولفظه عند صاحب القوت: قال سهل: من أحب الغنى والبقاء والعز فقد نازع الله تعالى صفاته، وهذه صفات الربوبية يخشى عليه الهلكة، فإذا ثبت [ ص: 288 ] ذلك كان الفقر أفضل; لأنه وصف العبودية فمن جعله وصفه فقد تحقق بالعبودية .

وأخلاق العبودية هي أخلاق الإيمان وهي التي أحبها الله تعالى من المؤمنين مثل الخوف والذل والتواضع، والفقر مضاف إليها، وأوصاف الربوبية ابتلى بها قلوب أعدائه الجبارين والمتكبرين مثل العز والكبر والبقاء، والغنى مضموم إليها، وكان الحسن يقول: ما رأيت الله تعالى جعل البقاء إلا لأبغض خلقه إليه وهو إبليس، وكذلك كان العلماء يقولون: لا ترغبوا في البقاء في هذه الدار، فإن شرار الخلق أطولهم بقاء وهم الشياطين، والغنى إنما يراد للبقاء .




الخدمات العلمية