الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولما كان الصبر صبرا عن باعث الهوى بثبات باعث الدين ، وكان باعث الهوى قسمين : باعث من جهة الشهوة ، وباعث من جهة الغضب ، فالشهوة لطلب اللذيذ ، والغضب للهرب من المؤلم ، وكان الصوم صبرا عن مقتضى الشهوة فقط ، وهي شهوة البطن والفرج دون مقتضى الغضب قال ، بهذا الاعتبار : الصوم نصف الصبر لأن كمال الصبر بالصبر عن دواعي الشهوة ودواعي الغضب جميعا فيكون الصوم بهذا الاعتبار ربع الإيمان فهكذا ينبغي أن تفهم تقديرات الشرع بحدود الأعمال والأحوال ونسبتها ، إلى الإيمان ، والأصل فيه أن تعرف كثرة أبواب الإيمان فإن ، اسم الإيمان يطلق على وجوه مختلفة .

التالي السابق


(ولما كان الصبر صبرا عن بواعث الهوى بثبات باعث الدين، وكان باعث الهوى قسمين: باعث من جهة الشهوة، وباعث من جهة الغضب، فالشهوة لطلب اللذيذ، والغضب للهرب من المؤلم، وكان الصوم صبرا عن مقتضى الشهوة فقط، وهي شهوة البطن والفرج دون مقتضى الغضب، قال صلى الله عليه وسلم بهذا الاعتبار: الصوم نصف الصبر) كما رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة وتقدم؛ (لأن كمال الصبر بالصبر عن دواعي الشهوة ودواعي الغضب جميعا فيكون الصوم بهذا [ ص: 16 ] الاعتبار ربع الإيمان) وباعتبار أن الصبر لا يتم إلا بعمل يثمره، وعمل هو ثمرته يكون الصبر الإيمان كله كما في الحديث، وباعتبار أن مدار اليقين على الإيمان بالله وبقضائه وقدره، وما جاء به رسله مع الثقة بوعده ووعيده فهو متضمن لكل ما يجب الإيمان به يكون اليقين الإيمان كله، كما في تتمة خبر ابن مسعود السابق، ولما كان الرضا بالقضاء نظام التوحيد ومنتهى درجة الزاهدين يكون الصبر الرضا كما في خبر أبي موسى الأشعري عند الحكيم وابن عساكر ، ومن ثم قالوا: اليقين الإيمان بالقدر والسكون إليه .

(فهكذا ينبغي أن يفهم تقديرات الشرع لحدود الأعمال والأحوال، ولنسبتها إلى الإيمان، والأصل فيه أن تعرف كثرة أبواب الإيمان، وأن اسم الإيمان يطلق على وجوه مختلفة) واعتبارات شتى .




الخدمات العلمية