nindex.php?page=treesubj&link=34297_19891وعمدة الاشتغال بالله عز وجل القلب فصواب الضعيف ادخار قدر حاجته كما أن صواب القوي ترك الادخار .
وهذا كله حكم المنفرد ، فأما
nindex.php?page=treesubj&link=29470_19648المعيل فلا يخرج عن حد التوكل بادخار قوت سنة لعياله جبرا لضعفهم ، وتسكينا لقلوبهم وادخار أكثر من ذلك مبطل للتوكل ؛ لأن الأسباب تتكرر عند تكرر السنين ، فادخاره ما يزيد عليه سببه ضعف قلبه ، وذلك يناقض قوة التوكل فالمتوكل عبارة عن موحد قوي القلب مطمئن النفس إلى فضل الله تعالى ، واثق بتدبيره دون وجود الأسباب الظاهرة وقد ادخر رسول الله صلى الله عليه وسلم لعياله قوت سنة ونهى
nindex.php?page=showalam&ids=11406أم أيمن وغيرها أن تدخر له شيئا لغد ونهى
بلالا عن الادخار في كسرة خبز ادخرها ليفطر عليها فقال : صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2001839أنفق nindex.php?page=showalam&ids=115بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا وقال صلى الله عليه وسلم :
إذا سئلت فلا تمنع ، وإذا أعطيت فلا تخبأ اقتداء بسيد المتوكلين : صلى الله عليه وسلم : وقد كان قصر أمله بحيث كان إذا بال تيمم مع قرب الماء ، ويقول : ما يدريني لعلي لا أبلغه وكان صلى الله عليه وسلم : لو ادخر لم ينقص ذلك من توكله ؛ إذ كان لا يثق بما ادخره ، ولكنه عليه السلام ترك ذلك تعليما للأقوياء من أمته ، فإن أقوياء أمته ضعفاء ، بالإضافة إلى قوته ،
nindex.php?page=treesubj&link=28642_30506_19648وادخر عليه السلام لعياله سنة لا لضعف قلب فيه وفي عياله ولكن ليسن ذلك للضعفاء من أمته ، بل أخبر إن
nindex.php?page=treesubj&link=28642_30504_30506الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه ، كما يحب أن تؤتى عزائمه تطييبا لقلوب الضعفاء حتى لا ينتهي بهم الضعف إلى اليأس والقنوط فيتركون الميسور من الخير عليهم بعجزهم عن منتهى الدرجات ، فما أرسل رسول الله : صلى الله عليه وسلم : إلا رحمة للعالمين كلهم على اختلاف أصنافهم ودرجاتهم وإذا فهمت هذا علمت أن الادخار قد يضر بعض الناس ، وقد لا يضر ، ويدل عليه ما روى
أبو أمامة الباهلي أن بعض أصحاب الصفة توفي فما وجد له كفن ، فقال : صلى الله عليه وسلم : فتشوا ثوبه فوجدوا فيه دينارين في داخل إزاره ، فقال : صلى الله عليه وسلم : كيتان وقد كان غيره من المسلمين يموت ويخلف أموالا ولا يقول ذلك في حقه ، وهذا يحتمل وجهين ؛ لأن حاله يحتمل حالين : أحدهما أنه أراد كيتين من النار ، كما قال تعالى تكوى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=35بها جباههم وجنوبهم وظهورهم ، وذلك إذا كان حاله إظهار الزهد والفقر والتوكل مع الإفلاس عنه فهو نوع تلبيس والثاني أن لا يكون ذلك عن تلبيس ، فيكون المعنى به النقصان عن درجة كماله ، كما ينقص من جمال الوجه أثر كيتين في الوجه ، وذلك لا يكون عن تلبيس ، فإن كل ما يخلفه الرجل فهو نقصان عن درجته في الآخرة ؛ إذ لا يؤتى أحد من الدنيا شيئا إلا نقص بقدره من الآخرة .
nindex.php?page=treesubj&link=34297_19891
nindex.php?page=treesubj&link=34297_19891وَعُمْدَةُ الِاشْتِغَالِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْقَلْبُ فَصَوَابُ الضَّعِيفِ ادِّخَارُ قَدْرِ حَاجَتِهِ كَمَا أَنَّ صَوَابَ الْقَوِيِّ تَرْكُ الِادِّخَارِ .
وَهَذَا كُلُّهُ حُكْمُ الْمُنْفَرِدِ ، فَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=29470_19648الْمُعِيلُ فَلَا يَخْرُجُ عَنْ حَدِّ التَّوَكُّلِ بِادِّخَارِ قُوتِ سَنَةٍ لِعِيَالِهِ جَبْرًا لِضَعْفِهِمْ ، وَتَسْكِينًا لِقُلُوبِهِمْ وَادِّخَارُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ مُبْطِلٌ لِلتَّوَكُّلِ ؛ لِأَنَّ الْأَسْبَابَ تَتَكَرَّرُ عِنْدَ تَكَرُّرِ السِّنِينَ ، فَادِّخَارُهُ مَا يَزِيدُ عَلَيْهِ سَبَبُهُ ضَعْفُ قَلْبِهِ ، وَذَلِكَ يُنَاقِضُ قُوَّةَ التَّوَكُّلِ فَالْمُتَوَكِّلُ عِبَارَةٌ عَنْ مُوَحِّدٍ قَوِيِّ الْقَلْبِ مُطْمَئِنِّ النَّفْسِ إِلَى فَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَاثِقٍ بِتَدْبِيرِهِ دُونَ وُجُودِ الْأَسْبَابِ الظَّاهِرَةِ وَقَدِ ادَّخَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعِيَالِهِ قُوتَ سَنَةٍ وَنَهَى
nindex.php?page=showalam&ids=11406أُمَّ أَيْمَنَ وَغَيْرَهَا أَنْ تَدَّخِرَ لَهُ شَيْئًا لِغَدٍ وَنَهَى
بِلَالًا عَنِ الِادِّخَارِ فِي كِسْرَةِ خُبْزٍ ادَّخَرَهَا لِيُفْطِرَ عَلَيْهَا فَقَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2001839أَنْفِقْ nindex.php?page=showalam&ids=115بِلَالًا وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِذَا سُئِلْتَ فَلَا تَمْنَعْ ، وَإِذَا أُعْطِيتَ فَلَا تَخْبَأْ اقْتِدَاءً بِسَيِّدِ الْمُتَوَكِّلِينَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَقَدْ كَانَ قِصَرُ أَمَلِهِ بِحَيْثُ كَانَ إِذَا بَالَ تَيَمَّمَ مَعَ قُرْبِ الْمَاءِ ، وَيَقُولُ : مَا يُدْرِينِي لَعَلِّي لَا أَبْلُغُهُ وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوِ ادَّخَرَ لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنْ تَوَكُّلِهِ ؛ إِذْ كَانَ لَا يَثِقُ بِمَا ادَّخَرَهُ ، وَلَكِنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ تَرَكَ ذَلِكَ تَعْلِيمًا لِلْأَقْوِيَاءِ مِنْ أُمَّتِهِ ، فَإِنَّ أَقْوِيَاءَ أُمَّتِهِ ضُعَفَاءُ ، بِالْإِضَافَةِ إِلَى قُوَّتِهِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=28642_30506_19648وَادَّخَرَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِعِيَالِهِ سَنَةٍ لَا لِضَعْفِ قَلْبٍ فِيهِ وَفِي عِيَالِهِ وَلَكِنْ لِيَسُنَّ ذَلِكَ لِلضُّعَفَاءِ مِنْ أُمَّتِهِ ، بَلْ أَخْبَرَ إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28642_30504_30506اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ تَطْيِيبًا لِقُلُوبِ الضُّعَفَاءِ حَتَّى لَا يَنْتَهِيَ بِهِمُ الضَّعْفُ إِلَى الْيَأْسِ وَالْقُنُوطِ فَيَتْرُكُونَ الْمَيْسُورَ مِنَ الْخَيْرِ عَلَيْهِمْ بِعَجْزِهِمْ عَنْ مُنْتَهَى الدَّرَجَاتِ ، فَمَا أُرْسِلَ رَسُولُ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ كُلِّهِمْ عَلَى اخْتِلَافِ أَصْنَافِهِمْ وَدَرَجَاتِهِمْ وَإِذَا فَهِمْتَ هَذَا عَلِمْتَ أَنَّ الِادِّخَارَ قَدْ يَضُرُّ بَعْضَ النَّاسِ ، وَقَدْ لَا يَضُرُّ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا رَوَى
أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ تُوُفِّيَ فَمَا وُجِدَ لَهُ كَفَنٌ ، فَقَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَتِّشُوا ثَوْبَهُ فَوَجَدُوا فِيهِ دِينَارَيْنِ فِي دَاخِلِ إِزَارِهِ ، فَقَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيَّتَانِ وَقَدْ كَانَ غَيْرُهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَمُوتُ وَيُخَلِّفُ أَمْوَالًا وَلَا يَقُولُ ذَلِكَ فِي حَقِّهِ ، وَهَذَا يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ ؛ لِأَنَّ حَالَهُ يَحْتَمِلُ حَالَيْنِ : أَحَدُهُمَا أَنَّهُ أَرَادَ كَيَّتَيْنِ مِنَ النَّارِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى تُكْوَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=35بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ حَالُهُ إِظْهَارَ الزُّهْدِ وَالْفَقْرِ وَالتَّوَكُّلِ مَعَ الْإِفْلَاسِ عَنْهُ فَهُوَ نَوْعُ تَلْبِيسٍ وَالثَّانِي أَنْ لَا يَكُونَ ذَلِكَ عَنْ تَلْبِيسٍ ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى بِهِ النُّقْصَانُ عَنْ دَرَجَةِ كَمَالِهِ ، كَمَا يَنْقُصُ مِنْ جَمَالِ الْوَجْهِ أَثَرُ كَيَّتَيْنِ فِي الْوَجْهِ ، وَذَلِكَ لَا يَكُونُ عَنْ تَلْبِيسٍ ، فَإِنَّ كُلَّ مَا يُخَلِّفُهُ الرَّجُلُ فَهُوَ نُقْصَانٌ عَنْ دَرَجَتِهِ فِي الْآخِرَةِ ؛ إِذْ لَا يُؤْتَى أَحَدٌ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا إِلَّا نَقَصَ بِقَدْرِهِ مِنَ الْآخِرَةِ .
nindex.php?page=treesubj&link=34297_19891