ومنها
nindex.php?page=treesubj&link=28683أن يكون مؤثرا ما أحبه الله تعالى على ما يحبه في ظاهره وباطنه فيلزم مشاق العمل ويجتنب اتباع الهوى ويعرض عن دعة الكسل : ولا يزال مواظبا على طاعة الله ومتقربا إليه بالنوافل وطالبا عنده مزايا الدرجات : كما يطلب المحب مزيد القرب في قلب محبوبه ، وقد وصف الله تعالى المحبين بالإيثار ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة : ومن بقي مستقرا على متابعة الهوى فمحبوبه ما يهواه بل يترك المحب هوى نفسه ، كما قيل :
أريد وصاله ويريد هجري فأترك ما أريد لما يريد .
بل الحب إذا غلب قمع الهوى فلم يبق له تنعم بغير المحبوب ، كما روي أن
زليخا لما آمنت وتزوج بها
يوسف عليه السلام : انفردت عنه وتخلت للعبادة وانقطعت إلى الله تعالى ، فكان يدعوها إلى فراشه نهارا فتدافعه إلى الليل ، فإذا دعاها ليلا سوفت به : إلى النهار ، وقالت : يا
يوسف ، إنما كنت أحبك قبل أن أعرفه فأما إذا ، عرفته فما أبقت محبته محبة لسواه ، وما أريد به بدلا ، حتى قال لها : إن الله جل ذكره أمرني بذلك وأخبرني أنه مخرج منك ولدين وجاعلهما نبيين ، فقالت : أما إذا كان الله تعالى أمرك بذلك وجعلني طريقا إليه ، فطاعة لأمر الله تعالى ؛ فعندها سكنت إليه فإذا
nindex.php?page=treesubj&link=28683من أحب الله لا يعصيه ولذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك فيه :
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في الفعال بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
وفي هذا المعنى قيل أيضا :
وأترك ما أهوى لما قد هويته فأرضى بما ترضى وإن سخطت نفسي
وقال
سهل رحمه الله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=30491_28683علامة الحب إيثاره على نفسك وليس كل من عمل بطاعة الله : عز وجل : صار حبيبا ، وإنما الحبيب من اجتنب المناهي وهو ، كما قال ؛ لأن محبته لله تعالى سبب محبة الله له ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54يحبهم ويحبونه ، وإذا أحبه الله تولاه ونصره على أعدائه ، وإنما عدوه نفسه وشهواته ، فلا يخذله الله ولا يكله إلى هواه وشهواته .
ولذلك قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=45والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا .
وَمِنْهَا
nindex.php?page=treesubj&link=28683أَنْ يَكُونَ مُؤْثِرًا مَا أَحَبَّهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى مَا يُحِبُّهُ فِي ظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ فَيَلْزَمُ مَشَاقَّ الْعَمَلِ وَيَجْتَنِبُ اتِّبَاعَ الْهَوَى وَيُعْرِضُ عَنْ دَعَةِ الْكَسَلِ : وَلَا يَزَالُ مُوَاظِبًا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَمُتَقَرِّبًا إِلَيْهِ بِالنَّوَافِلِ وَطَالِبًا عِنْدَهُ مَزَايَا الدَّرَجَاتِ : كَمَا يَطْلُبُ الْمُحِبُّ مَزِيدَ الْقُرْبِ فِي قَلْبِ مَحْبُوبِهِ ، وَقَدْ وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى الْمُحِبِّينَ بِالْإِيثَارِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ : وَمَنْ بَقِيَ مُسْتَقِرًّا عَلَى مُتَابَعَةِ الْهَوَى فَمَحْبُوبُهُ مَا يَهْوَاهُ بَلْ يَتْرُكُ الْمُحِبُّ هَوَى نَفْسِهِ ، كَمَا قِيلَ :
أُرِيدُ وِصَالَهُ وَيُرِيدُ هَجْرِي فَأَتْرُكُ مَا أُرِيدُ لِمَا يُرِيدُ .
بَلِ الْحُبُّ إِذَا غَلَبَ قَمَعَ الْهَوَى فَلَمْ يَبْقَ لَهُ تَنَعُّمٌ بِغَيْرِ الْمَحْبُوبِ ، كَمَا رُوِيَ أَنَّ
زَلِيخَا لَمَّا آمَنَتْ وَتَزَوَّجَ بِهَا
يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : انْفَرَدَتْ عَنْهُ وَتَخَلَّتْ لِلْعِبَادَةِ وَانْقَطَعَتْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، فَكَانَ يَدْعُوهَا إِلَى فِرَاشِهِ نَهَارًا فَتُدَافِعُهُ إِلَى اللَّيْلِ ، فَإِذَا دَعَاهَا لَيْلًا سَوَّفَتْ بِهِ : إِلَى النَّهَارِ ، وَقَالَتْ : يَا
يُوسُفُ ، إِنَّمَا كُنْتُ أُحِبُّكَ قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَهُ فَأَمَّا إِذَا ، عَرَفْتُهُ فَمَا أَبْقَتْ مَحَبَّتُهُ مَحَبَّةً لِسِوَاهُ ، وَمَا أُرِيدَ بِهِ بَدَلًا ، حَتَّى قَالَ لَهَا : إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ أَمَرَنِي بِذَلِكَ وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ مُخْرِجٌ مِنْكِ وَلَدَيْنِ وَجَاعِلُهُمَا نَبِيَّيْنِ ، فَقَالَتْ : أَمَّا إِذَا كَانَ اللَّهُ تَعَالَى أَمَرَكَ بِذَلِكَ وَجَعَلَنِي طَرِيقًا إِلَيْهِ ، فَطَاعَةً لِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى ؛ فَعِنْدَهَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ فَإِذًا
nindex.php?page=treesubj&link=28683مَنْ أَحَبَّ اللَّهَ لَا يَعْصِيهِ وَلِذَلِكَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابْنُ الْمُبَارَكِ فِيهِ :
تَعْصِي الْإِلَهَ وَأَنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ هَذَا لَعَمْرِي فِي الْفِعَالِ بَدِيعُ
لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقًا لَأَطَعْتَهُ إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ
وَفِي هَذَا الْمَعْنَى قِيلَ أَيْضًا :
وَأَتْرُكُ مَا أَهْوَى لِمَا قَدْ هَوِيتُهُ فَأَرْضَى بِمَا تَرْضَى وَإِنْ سَخِطَتْ نَفْسِي
وَقَالَ
سَهْلٌ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=30491_28683عَلَامَةُ الْحُبِّ إِيثَارُهُ عَلَى نَفْسِكَ وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ عَمِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ : عَزَّ وَجَلَّ : صَارَ حَبِيبًا ، وَإِنَّمَا الْحَبِيبُ مَنِ اجْتَنَبَ الْمَنَاهِيَ وَهُوَ ، كَمَا قَالَ ؛ لِأَنَّ مَحَبَّتَهُ لِلَّهِ تَعَالَى سَبَبُ مَحَبَّةِ اللَّهِ لَهُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ، وَإِذَا أَحَبَّهُ اللَّهُ تَوَلَّاهُ وَنَصَرَهُ عَلَى أَعْدَائِهِ ، وَإِنَّمَا عَدُوُّهُ نَفْسُهُ وَشَهَوَاتُهُ ، فَلَا يَخْذُلُهُ اللَّهُ وَلَا يَكِلُهُ إِلَى هَوَاهُ وَشَهَوَاتِهِ .
وَلِذَلِكَ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=45وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا .