القول في معنى الرضا بقضاء الله تعالى وحقيقته  وما ورد في فضيلته . 
اعلم أن الرضا ثمرة من ثمار المحبة ، وهو من أعلى مقامات المقربين وحقيقته  غامضة على الأكثرين ، وما يدخل عليه من التشابه والإبهام غير منكشف إلا لمن علمه الله تعالى التأويل وفهمه وفقهه في الدين ، فقد أنكر منكرون تصور الرضا بما يخالف الهوى ، ثم قالوا : إن أمكن الرضا بكل شيء ؛ لأنه فعل الله فينبغي ، أن يرضى بالكفر والمعاصي . وانخدع بذلك قوم فرأوا الرضا بالفجور والفسوق وترك الاعتراض والإنكار من باب التسليم لقضاء الله تعالى . 
ولو انكشفت هذه الأسرار لمن اقتصر على سماع ظواهر الشرع لما دعا رسول الله : صلى الله عليه وسلم  لابن عباس  حيث قال : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل . 
فلنبدأ ببيان فضيلة الرضا ثم بحكايات أحوال الراضين . 
ثم نذكر حقيقة الرضا ، وكيفية تصوره فيما يخالف الهوى ، ثم نذكر ما يظن أنه من تمام الرضا وليس منه ، كترك الدعاء والسكوت على المعاصي . 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					