nindex.php?page=treesubj&link=19626بيان فضيلة الرضا .
أما من الآيات فقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119رضي الله عنهم ورضوا عنه وقد قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=60هل جزاء الإحسان إلا الإحسان nindex.php?page=treesubj&link=19636ومنتهى الإحسان رضا الله عن عبده ، وهو ثواب رضا العبد عن الله تعالى .
وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر فقد رفع الله الرضا فوق جنات عدن كما رفع ذكره فوق الصلاة حيث قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=45إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر فكما أن مشاهدة المذكور في الصلاة أكبر من الصلاة فرضوان رب الجنة أعلى من الجنة ، بل هو غاية مطلب سكان الجنان .
وفي الحديث
إن الله تعالى يتجلى للمؤمنين فيقول : سلوني . فيقولون : رضاك فسؤالهم الرضا بعد النظر نهاية التفضيل .
وأما رضا العبد فسنذكر حقيقته وأما
nindex.php?page=treesubj&link=19636رضوان الله تعالى عن العبد فهو بمعنى آخر يقرب مما ذكرناه في حب الله للعبد ، ولا يجوز أن يكشف عن حقيقته ؛ إذ تقصر أفهام الخلق عن دركه ومن يقوى عليه فيستقل بإدراكه من نفسه .
وعلى الجملة فلا رتبة فوق النظر إليه ، فإنما سألوه الرضا ؛ لأنه سبب دوام النظر ، فكأنهم رأوه غاية الغايات وأقصى الأماني لما ظفروا بنعيم النظر ، فلما أمروا بالسؤال لم يسألوا إلا دوامه ، وعلموا أن الرضا هو سبب دوام رفع الحجاب .
وقال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=35ولدينا مزيد قال بعض المفسرين : يأتي أهل الجنة في وقت المزيد ثلاث تحف من عند رب العالمين إحداها ؛ : هدية من عند الله تعالى ليس عندهم في الجنان مثلها ، فذلك قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=17فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين والثانية : السلام عليهم من ربهم ، فيزيد ذلك على الهدية فضلا ، وهو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=58سلام قولا من رب رحيم والثالثة : يقول الله تعالى : إني عنكم راض ، فيكون ذلك أفضل من الهدية والتسليم ، فذلك قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72ورضوان من الله أكبر ، أي من النعيم الذي هم فيه فهذا فضل رضا الله تعالى وهو ثمرة رضا العبد .
وأما من الأخبار فقد روي
nindex.php?page=hadith&LINKID=16379أن النبي : صلى الله عليه وسلم : سأل طائفة من أصحابه : ما أنتم ؟ فقالوا : مؤمنون . فقال : ما علامة إيمانكم فقالوا : نصبر على البلاء ، ونشكر عند الرخاء ، ونرضى بمواقع القضاء . فقال : مؤمنون ورب الكعبة وفي خبر آخر أنه قال :
حكماء علماء ، كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء وفي الخبر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=910889طوبى لمن هدي للإسلام ، وكان رزقه كفافا ورضي به وقال : صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=941590من رضي من الله تعالى بالقليل من الرزق رضي الله تعالى منه بالقليل من العمل وقال أيضا :
إذا أحب الله تعالى عبدا ابتلاه ، فإن صبر اجتباه فإن ، رضي اصطفاه وقال أيضا :
إذا كان يوم القيامة أنبت الله تعالى لطائفة من أمتي أجنحة فيطيرون من قبورهم إلى الجنان يسرحون فيها ويتنعمون فيها كيف شاءوا ، فتقول لهم الملائكة : هل رأيتم الحساب ؟ فيقولون : ما رأينا حسابا فتقول لهم . : هل جزتم الصراط ؟ فيقولون : ما رأينا صراطا . فتقول لهم : هل رأيتم جهنم ؟ فيقولون : ما رأينا شيئا . فتقول الملائكة : من أمة من أنتم ؟ فيقولون : من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فتقول ناشدناكم : الله حدثونا ما كانت أعمالكم في الدنيا ؟ فيقولون : خصلتان كانتا فينا ، فبلغنا هذه المنزلة بفضل رحمة الله . فيقولون : وما هما ؟ ؟ فيقولون : كنا إذا خلونا نستحي أن نعصيه ، ونرضى باليسير مما قسم لنا . فتقول الملائكة : يحق لكم هذا وقال صلى الله عليه وسلم
يا معشر الفقراء : nindex.php?page=treesubj&link=19626أعطوا الله الرضا من قلوبكم تظفروا بثواب فقركم ، وإلا فلا .
وفي أخبار
موسى عليه السلام : إن بني إسرائيل قالوا له : سل لنا ربك أمرا إذا نحن فعلناه يرضى به عنا . فقال
موسى عليه السلام :
إلهي ، قد سمعت ما قالوا . فقال : يا
موسى ، قل لهم يرضون عني حتى أرضى عنهم .
ويشهد لهذا ما روي عن نبينا : صلى الله عليه وسلم : أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=909126من أحب أن يعلم ما له عند الله : عز وجل : فلينظر ما لله : عز وجل : عنده ، فإن الله تبارك وتعالى ينزل العبد منه حيث أنزله العبد من نفسه وفي أخبار
داود عليه السلام ما لأوليائي والهم بالدنيا ، إن الهم يذهب حلاوة مناجاتي من قلوبهم، يا داود ، إن محبتي من أوليائي أن يكونوا روحانيين ، لا يغتمون .
وروي أن
موسى عليه السلام قال : رب دلني على أمر فيه رضاك حتى أعمله . فأوحى الله تعالى إليه : إن رضائي في كرهك ، وأنت لا تصبر على ما تكره . قال : يا رب دلني عليه . قال : فإن رضائي في رضاك بقضائي وفي مناجاة
موسى عليه السلام : أي رب ، أي خلقك أحب إليك ؟ قال : من إذا أخذت منه المحبوب سالمني . قال : فأي خلقك أنت عليه ساخط ؟ قال : من يستخيرني في الأمر ، فإذا قضيت له سخط قضائي. وقد روي ما هو أشد من ذلك وهو :
إن الله تعالى قال : أنا الله لا إله إلا أنا ، من لم يصبر على بلائي ولم يشكر نعمائي ، ولم ، يرض بقضائي فليتخذ ربا سوائي .
ومثله في الشدة قوله تعالى فيما أخبر عنه نبينا صلى الله عليه وسلم أنه
قال الله تعالى : قدرت المقادير ، ودبرت التدبير ، وأحكمت الصنع ، nindex.php?page=treesubj&link=19626_19636فمن رضي فله الرضا مني حتى يلقاني ، ومن سخط فله السخط مني حتى يلقاني وفي الخبر المشهور : يقول الله تعالى :
nindex.php?page=hadith&LINKID=941496خلقت الخير والشر ، فطوبى لمن خلقته للخير وأجريت الخير على يديه ، وويل لمن خلقته للشر وأجريت الشر على يديه ، وويل ثم ويل لمن قال : لم وكيف .
؟ وفي الأخبار السالفة أن : نبيا من الأنبياء شكا إلى الله : عز وجل : الجوع والفقر والقمل عشر سنين فما ، أجيب إلى ما أراد ، ثم أوحى الله تعالى إليه : كم تشكو ؟ هكذا كان بدؤك عندي في أم الكتاب قبل أن أخلق السموات .
والأرض وهكذا سبق لك مني ، وهكذا ، قضيت عليك قبل أن أخلق الدنيا ، أفتريد أن أعيد خلق الدنيا من أجلك ؟ أم تريد أن أبدل ما قدرته عليك فيكون ما تحب فوق ما أحب ؟ ويكون ما تريد فوق ما أريد ؟ وعزتي وجلالي ، لئن تلجلج هذا في صدرك مرة أخرى لأمحونك من ديوان النبوة .
وروي أن
آدم عليه السلام : كان بعض أولاده الصغار يصعدون على بدنه وينزلون ، يجعل أحدهم رجله على أضلاعه كهيئة الدرج فيصعد إلى رأسه من ، ينزل على أضلاعه كذلك ، وهو مطرق إلى الأرض لا ينطق ولا يرفع رأسه ، فقال له بعض ولده : يا أبت ، أما ترى ما يصنع هذا بك ؟ لو نهيته عن هذا ! فقال : يا بني ، إني رأيت ما لم تروا ، وعلمت ما لم تعلموا ، إني تحركت حركة واحدة فأهبطت من دار الكرامة إلى دار الهوان ، ومن دار النعيم إلى دار الشقاء .
فأخاف أن أتحرك أخرى فيصيبني ما لا أعلم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك رضي الله عنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=676067خدمت رسول الله : صلى الله عليه وسلم : عشر سنين ، فما قال لي لشيء فعلته لم فعلته ، ولا لشيء لم أفعله لم لا فعلته ، ولا قال في شيء كان ليته لم يكن ، ولا في شيء لم يكن ليته كان ، وكان إذا خاصمني مخاصم من أهله يقول : دعوه ، لو قضي شيء لكان .
ويروى أن الله تعالى أوحى إلى
داود عليه السلام : يا
داود إنك ، تريد وأريد ، وإنما يكون ما أريد فإن سلمت لما أريد كفيتك ما تريد وإن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد .
nindex.php?page=treesubj&link=19626
nindex.php?page=treesubj&link=19626بَيَانُ فَضِيلَةِ الرِّضَا .
أَمَّا مِنَ الْآيَاتِ فَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=60هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانِ nindex.php?page=treesubj&link=19636وَمُنْتَهَى الْإِحْسَانِ رِضَا اللَّهِ عَنْ عَبْدِهِ ، وَهُوَ ثَوَابُ رِضَا الْعَبْدِ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى .
وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ فَقَدْ رَفَعَ اللَّهُ الرِّضَا فَوْقَ جَنَّاتِ عَدْنٍ كَمَا رَفَعَ ذِكْرَهُ فَوْقَ الصَّلَاةِ حَيْثُ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=45إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ فَكَمَا أَنَّ مُشَاهَدَةَ الْمَذْكُورِ فِي الصَّلَاةِ أَكْبَرُ مِنَ الصَّلَاةِ فَرِضْوَانُ رَبِّ الْجَنَّةِ أَعْلَى مِنَ الْجَنَّةِ ، بَلْ هُوَ غَايَةُ مَطْلَبِ سُكَّانِ الْجِنَانِ .
وَفِي الْحَدِيثِ
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَتَجَلَّى لِلْمُؤْمِنِينَ فَيَقُولُ : سَلُونِي . فَيَقُولُونَ : رِضَاكَ فَسُؤَالُهُمُ الرِّضَا بُعْدُ النَّظَرِ نِهَايَةُ التَّفْضِيلِ .
وَأَمَّا رِضَا الْعَبْدِ فَسَنَذْكُرُ حَقِيقَتَهُ وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=19636رِضْوَانُ اللَّهِ تَعَالَى عَنِ الْعَبْدِ فَهُوَ بِمَعْنًى آخَرَ يُقَرِّبُ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ فِي حُبِّ اللَّهِ لِلْعَبْدِ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكْشِفَ عَنْ حَقِيقَتِهِ ؛ إِذْ تَقْصُرُ أَفْهَامُ الْخَلْقِ عَنْ دَرْكِهِ وَمَنْ يَقْوَى عَلَيْهِ فَيَسْتَقِلُّ بِإِدْرَاكِهِ مِنْ نَفْسِهِ .
وَعَلَى الْجُمْلَةِ فَلَا رُتْبَةَ فَوْقَ النَّظَرِ إِلَيْهِ ، فَإِنَّمَا سَأَلُوهُ الرِّضَا ؛ لِأَنَّهُ سَبَبُ دَوَامِ النَّظَرِ ، فَكَأَنَّهُمْ رَأَوْهُ غَايَةَ الْغَايَاتِ وَأَقْصَى الْأَمَانِي لِمَا ظَفِرُوا بِنَعِيمِ النَّظَرِ ، فَلَمَّا أُمِرُوا بِالسُّؤَالِ لَمْ يَسْأَلُوا إِلَّا دَوَامَهُ ، وَعَلِمُوا أَنَّ الرِّضَا هُوَ سَبَبُ دَوَامِ رَفْعِ الْحِجَابِ .
وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=35وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ : يَأْتِي أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي وَقْتِ الْمَزِيدِ ثَلَاثَ تُحَفٍ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ إِحْدَاهَا ؛ : هَدِيَّةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى لَيْسَ عِنْدَهُمْ فِي الْجِنَانِ مِثْلُهَا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=17فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ وَالثَّانِيَةُ : السَّلَامُ عَلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ ، فَيَزِيدُ ذَلِكَ عَلَى الْهَدِيَّةِ فَضْلًا ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=58سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ وَالثَّالِثَةُ : يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : إِنِّي عَنْكُمْ رَاضٍ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ أَفْضَلَ مِنَ الْهَدِيَّةِ وَالتَّسْلِيمِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ، أَيْ مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ فَهَذَا فَضْلُ رِضَا اللَّهِ تَعَالَى وَهُوَ ثَمَرَةُ رِضَا الْعَبْدِ .
وَأَمَّا مِنَ الْأَخْبَارُ فَقَدْ رُوِيَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=16379أَنَّ النَّبِيَّ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَأَلَ طَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِهِ : مَا أَنْتُمْ ؟ فَقَالُوا : مُؤْمِنُونَ . فَقَالَ : مَا عَلَامَةُ إِيمَانِكُمْ فَقَالُوا : نَصْبِرُ عَلَى الْبَلَاءِ ، وَنَشْكُرُ عِنْدَ الرَّخَاءِ ، وَنَرْضَى بِمَوَاقِعِ الْقَضَاءِ . فَقَالَ : مُؤْمِنُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَفِي خَبَرٍ آخَرَ أَنَّهُ قَالَ :
حُكَمَاءُ عُلَمَاءُ ، كَادُوا مِنْ فِقْهِهِمْ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ وَفِي الْخَبَرِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=910889طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ لِلْإِسْلَامِ ، وَكَانَ رِزْقُهُ كَفَافًا وَرَضِيَ بِهِ وَقَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=941590مَنْ رَضِيَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِالْقَلِيلِ مِنَ الرِّزْقِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ بِالْقَلِيلِ مِنَ الْعَمَلِ وَقَالَ أَيْضًا :
إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ تَعَالَى عَبْدًا ابْتَلَاهُ ، فَإِنْ صَبَرَ اجْتَبَاهُ فَإِنْ ، رَضِيَ اصْطَفَاهُ وَقَالَ أَيْضًا :
إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَنْبَتَ اللَّهُ تَعَالَى لِطَائِفَةٍ مِنْ أُمَّتِي أَجْنِحَةً فَيَطِيرُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ إِلَى الْجِنَانِ يَسْرَحُونَ فِيهَا وَيَتَنَعَّمُونَ فِيهَا كَيْفَ شَاءُوا ، فَتَقُولُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ : هَلْ رَأَيْتُمُ الْحِسَابَ ؟ فَيَقُولُونَ : مَا رَأَيْنَا حِسَابًا فَتَقُولُ لَهُمْ . : هَلْ جُزْتُمُ الصِّرَاطَ ؟ فَيَقُولُونَ : مَا رَأَيْنَا صِرَاطًا . فَتَقُولُ لَهُمْ : هَلْ رَأَيْتُمْ جَهَنَّمَ ؟ فَيَقُولُونَ : مَا رَأَيْنَا شَيْئًا . فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : مِنْ أُمَّةِ مَنْ أَنْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَقُولُ نَاشَدْنَاكُمْ : اللَّهَ حَدِّثُونَا مَا كَانَتْ أَعْمَالُكُمْ فِي الدُّنْيَا ؟ فَيَقُولُونَ : خَصْلَتَانِ كَانَتَا فِينَا ، فَبَلَّغَنَا هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ بِفَضْلِ رَحْمَةِ اللَّهِ . فَيَقُولُونَ : وَمَا هُمَا ؟ ؟ فَيَقُولُونَ : كُنَّا إِذَا خَلَوْنَا نَسْتَحِي أَنْ نَعْصِيَهُ ، وَنَرْضَى بِالْيَسِيرِ مِمَّا قَسَمَ لَنَا . فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : يَحِقُّ لَكُمْ هَذَا وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ : nindex.php?page=treesubj&link=19626أَعْطُوا اللَّهَ الرِّضَا مِنْ قُلُوبِكُمْ تَظْفَرُوا بِثَوَابِ فَقْرِكُمْ ، وَإِلَّا فَلَا .
وَفِي أَخْبَارِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالُوا لَهُ : سَلْ لَنَا رَبَّكَ أَمْرًا إِذَا نَحْنُ فَعَلْنَاهُ يَرْضَى بِهِ عَنَّا . فَقَالَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ :
إِلَهِي ، قَدْ سَمِعْتَ مَا قَالُوا . فَقَالَ : يَا
مُوسَى ، قُلْ لَهُمْ يَرْضَوْنَ عَنِّي حَتَّى أَرْضَى عَنْهُمْ .
وَيَشْهَدُ لِهَذَا مَا رُوِيَ عَنْ نَبِيِّنَا : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=909126مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْلَمَ مَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ : عَزَّ وَجَلَّ : فَلْيَنْظُرْ مَا لِلَّهِ : عَزَّ وَجَلَّ : عِنْدَهُ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُنْزِلُ الْعَبْدَ مِنْهُ حَيْثُ أَنْزَلَهُ الْعَبْدُ مِنْ نَفْسِهِ وَفِي أَخْبَارِ
دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا لِأَوْلِيَائِي وَالْهَمِّ بِالدُّنْيَا ، إِنَّ الْهَمَّ يُذْهِبُ حَلَاوَةَ مُنَاجَاتِي مِنْ قُلُوبِهِمْ، يَا دَاوُدُ ، إِنَّ مَحَبَّتِي مِنْ أَوْلِيَائِي أَنْ يَكُونُوا رَوْحَانِيِّينَ ، لَا يَغْتَمُّونَ .
وَرُوِيَ أَنَّ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : رَبِّ دُلَّنِي عَلَى أَمْرٍ فِيهِ رِضَاكَ حَتَّى أَعْمَلَهُ . فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ : إِنَّ رِضَائِي فِي كُرْهِكَ ، وَأَنْتَ لَا تَصْبِرُ عَلَى مَا تَكْرَهُ . قَالَ : يَا رَبِّ دُلَّنِي عَلَيْهِ . قَالَ : فَإِنَّ رِضَائِي فِي رِضَاكَ بِقَضَائِي وَفِي مُنَاجَاةِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَيْ رَبِّ ، أَيُّ خَلْقِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : مَنْ إِذَا أَخَذْتُ مِنْهُ الْمَحْبُوبَ سَالَمَنِي . قَالَ : فَأَيُّ خَلْقِكَ أَنْتَ عَلَيْهِ سَاخِطٌ ؟ قَالَ : مَنْ يَسْتَخِيرُنِي فِي الْأَمْرِ ، فَإِذَا قَضَيْتُ لَهُ سَخِطَ قَضَائِي. وَقَدْ رُوِيَ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ وَهُوَ :
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا ، مَنْ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى بَلَائِي وَلَمْ يَشْكُرْ نَعْمَائِي ، وَلَمْ ، يَرْضَ بِقَضَائِي فَلْيَتَّخِذْ رَبًّا سِوَائِي .
وَمِثْلُهُ فِي الشِّدَّةِ قَوْلُهُ تَعَالَى فِيمَا أَخْبَرَ عَنْهُ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : قَدَّرْتُ الْمَقَادِيرَ ، وَدَبَّرْتُ التَّدْبِيرَ ، وَأَحْكَمْتُ الصُّنْعَ ، nindex.php?page=treesubj&link=19626_19636فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا مِنِّي حَتَّى يَلْقَانِي ، وَمِنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ مِنِّي حَتَّى يَلْقَانِي وَفِي الْخَبَرِ الْمَشْهُورِ : يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=hadith&LINKID=941496خَلَقْتُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ ، فَطُوبَى لِمَنْ خَلَقْتُهُ لِلْخَيْرِ وَأَجْرَيْتُ الْخَيْرَ عَلَى يَدَيْهِ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ خَلَقْتُهُ لِلشَّرِّ وَأَجْرَيْتُ الشَّرَّ عَلَى يَدَيْهِ ، وَوَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ لِمَنْ قَالَ : لِمَ وَكَيْفَ .
؟ وَفِي الْأَخْبَارِ السَّالِفَةِ أَنَّ : نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ شَكَا إِلَى اللَّهِ : عَزَّ وَجَلَّ : الْجُوعَ وَالْفَقْرَ وَالْقُمَّلَ عَشْرَ سِنِينَ فَمَا ، أُجِيبَ إِلَى مَا أَرَادَ ، ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ : كَمْ تَشْكُو ؟ هَكَذَا كَانَ بَدْؤُكَ عِنْدِي فِي أُمِّ الْكِتَابِ قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَ السَّمَوَاتِ .
وَالْأَرْضَ وَهَكَذَا سَبَقَ لَكَ مِنِّي ، وَهَكَذَا ، قَضَيْتُ عَلَيْكَ قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَ الدُّنْيَا ، أَفَتُرِيدُ أَنْ أُعِيدَ خَلْقَ الدُّنْيَا مِنْ أَجْلِكَ ؟ أَمْ تُرِيدُ أَنْ أُبَدِّلَ مَا قُدَّرْتُهُ عَلَيْكَ فَيَكُونُ مَا تُحِبُّ فَوْقَ مَا أُحِبُّ ؟ وَيَكُونُ مَا تُرِيدُ فَوْقَ مَا أُرِيدُ ؟ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي ، لَئِنْ تَلَجْلَجَ هَذَا فِي صَدْرِكَ مَرَّةً أُخْرَى لَأَمْحُوَنَّكَ مِنْ دِيوَانِ النُّبُوَّةِ .
وَرُوِيَ أَنَّ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : كَانَ بَعْضُ أَوْلَادِهِ الصِّغَارِ يَصْعَدُونَ عَلَى بَدَنِهِ وَيَنْزِلُونَ ، يَجْعَلُ أَحَدُهُمْ رِجْلَهُ عَلَى أَضْلَاعِهِ كَهَيْئَةِ الدَّرَجِ فَيَصْعَدُ إِلَى رَأْسِهِ مَنْ ، يَنْزِلُ عَلَى أَضْلَاعِهِ كَذَلِكَ ، وَهُوَ مُطْرِقٌ إِلَى الْأَرْضِ لَا يَنْطِقُ وَلَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ وَلَدِهِ : يَا أَبَتِ ، أَمَا تَرَى مَا يَصْنَعُ هَذَا بِكَ ؟ لَوْ نَهَيْتَهُ عَنْ هَذَا ! فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، إِنِّي رَأَيْتُ مَا لَمْ تَرَوْا ، وَعَلِمْتُ مَا لَمْ تَعْلَمُوا ، إِنِّي تَحَرَّكْتُ حَرَكَةً وَاحِدَةً فَأُهْبِطْتُ مِنْ دَارِ الْكَرَامَةِ إِلَى دَارِ الْهَوَانِ ، وَمِنْ دَارِ النَّعِيمِ إِلَى دَارِ الشَّقَاءِ .
فَأَخَافُ أَنْ أَتَحَرَّكَ أُخْرَى فَيُصِيبَنِي مَا لَا أَعْلَمُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=676067خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَشْرَ سِنِينَ ، فَمَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ فَعَلْتَهُ لِمَ فَعَلْتَهُ ، وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ لِمَ لَا فَعَلْتَهُ ، وَلَا قَالَ فِي شَيْءٍ كَانَ لَيْتَهُ لَمْ يَكُنْ ، وَلَا فِي شَيْءٍ لَمْ يَكُنْ لَيْتَهُ كَانَ ، وَكَانَ إِذَا خَاصَمَنِي مُخَاصِمٌ مِنْ أَهْلِهِ يَقُولُ : دَعُوهُ ، لَوْ قُضِيَ شَيْءٌ لَكَانَ .
وَيُرْوَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى
دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَا
دَاوُدُ إِنَّكَ ، تُرِيدُ وَأُرِيدُ ، وَإِنَّمَا يَكُونُ مَا أُرِيدُ فَإِنْ سَلَّمْتَ لِمَا أُرِيدُ كَفَيْتُكَ مَا تُرِيدُ وَإِنْ لَمْ تُسَلِّمْ لِمَا أُرِيدُ أَتْعَبْتُكَ فِيمَا تُرِيدُ ثُمَّ لَا يَكُونُ إِلَّا مَا أُرِيدُ .
nindex.php?page=treesubj&link=19626