بيان أن
nindex.php?page=treesubj&link=19646الدعاء غير مناقض للرضا .
ولا يخرج صاحبه عن مقام الرضا ، وكذلك كراهة المعاصي ومقت أهلها ، ومقت أسبابها ، والسعي في إزالتها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يناقضه أيضا .
وقد غلط في ذلك بعض البطالين المغترين وزعم أن المعاصي والفجور والكفر من قضاء الله وقدره عز وجل فيجب الرضا به وهذا جهل بالتأويل وغفلة عن أسرار الشرع فأما الدعاء فقد تعبدنا به ، وكثرة دعوات رسول الله : صلى الله عليه وسلم : وسائر الأنبياء عليهم السلام على ما نقلناه في كتاب الدعوات تدل عليه ، ولقد كان رسول الله : صلى الله عليه وسلم : في أعلى المقامات من الرضا .
وقد ، أثنى الله تعالى على بعض عباده بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=90ويدعوننا رغبا ورهبا وأما إنكار المعاصي وكراهتها وعدم الرضا بها ، فقد تعبد الله به عباده وذمهم على الرضا به فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=7ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=87رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم وفي الخبر المشهور :
من شهد منكرا فرضي به فكأنه قد فعله وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=909018الدال على الشر كفاعله . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود إن العبد ليغيب عن المنكر ويكون عليه مثل وزر صاحبه وقيل . : وكيف ذلك ؟ قال : يبلغه فيرضى به وفي الخبر :
لو أن عبدا قتل بالمشرق ورضي بقتله آخر بالمغرب كان شريكا في قتله وقد أمر الله تعالى بالحسد والمنافسة في الخيرات ، وتوقي الشرور ، فقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=26وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وقال النبي : صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=650071لا حسد إلا في اثنتين ؛ رجل آتاه الله حكمة فهو يبثها في الناس ويعلمها ، ورجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق . وفي لفظ آخر ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار فيقول الرجل : لو آتاني الله مثل ما آتى هذا لفعلت مثل ما يفعل .
وأما بغض الكفار والفجار والإنكار عليهم ومقتهم ، فما ورد فيه من شواهد القرآن والأخبار لا يحصى ، مثل قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=28لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=51يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء وقال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=129وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا وفي الخبر :
إن الله تعالى أخذ الميثاق على كل مؤمن أن يبغض كل منافق ، وعلى كل منافق أن يبغض كل مؤمن وقال عليه السلام :
nindex.php?page=hadith&LINKID=655702المرء مع من أحب وقال
من أحب قوما ووالاهم حشر معهم يوم القيامة وقال عليه السلام :
nindex.php?page=hadith&LINKID=70246أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله . وشواهد هذا قد ذكرناها في بيان الحب والبغض في الله تعالى من كتاب آداب الصحبة ، وفي كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلا نعيده .
بَيَانُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19646الدُّعَاءَ غَيْرُ مُنَاقِضٍ لِلرِّضَا .
وَلَا يَخْرُجُ صَاحِبُهُ عَنْ مَقَامِ الرِّضَا ، وَكَذَلِكَ كَرَاهَةُ الْمَعَاصِي وَمَقْتُ أَهْلِهَا ، وَمَقْتُ أَسْبَابِهَا ، وَالسَّعْيُ فِي إِزَالَتِهَا بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ لَا يُنَاقِضُهُ أَيْضًا .
وَقَدْ غَلِطَ فِي ذَلِكَ بَعْضُ الْبَطَّالِينَ الْمُغْتَرِّينَ وَزَعَمَ أَنَّ الْمَعَاصِيَ وَالْفُجُورَ وَالْكُفْرَ مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَجِبُ الرِّضَا بِهِ وَهَذَا جَهْلٌ بِالتَّأْوِيلِ وَغَفْلَةٌ عَنْ أَسْرَارِ الشَّرْعِ فَأَمَّا الدُّعَاءُ فَقَدْ تَعْبَّدْنَا بِهِ ، وَكَثْرَةُ دَعَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَسَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ عَلَى مَا نَقَلْنَاهُ فِي كِتَابِ الدَّعَوَاتِ تَدُلُّ عَلَيْهِ ، وَلَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسُلَّمَ : فِي أَعْلَى الْمَقَامَاتِ مِنَ الرِّضَا .
وَقَدْ ، أَثْنَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَى بَعْضِ عِبَادِهِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=90وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَأَمَّا إِنْكَارُ الْمَعَاصِي وَكَرَاهَتُهَا وَعَدَمُ الرِّضَا بِهَا ، فَقَدْ تَعْبَّدَ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ وَذَمَّهُمْ عَلَى الرِّضَا بِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=7وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=87رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَفِي الْخَبَرِ الْمَشْهُورِ :
مَنْ شَهِدَ مُنْكَرًا فَرَضِيَ بِهِ فَكَأَنَّهُ قَدْ فَعَلَهُ وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=909018الدَّالُّ عَلَى الشَّرِّ كَفَاعِلِهِ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَغِيبُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيَكُونُ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ صَاحِبِهِ وَقِيلَ . : وَكَيْفَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : يُبَلِّغُهُ فَيَرْضَى بِهِ وَفِي الْخَبَرِ :
لَوْ أَنَّ عَبْدًا قُتِلَ بِالْمَشْرِقِ وَرَضِيَ بِقَتْلِهِ آخَرُ بِالْمَغْرِبِ كَانَ شَرِيكًا فِي قَتْلِهِ وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِالْحَسَدِ وَالْمُنَافَسَةِ فِي الْخَيْرَاتِ ، وَتَوَقِّي الشُّرُورِ ، فَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=26وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ وَقَالَ النَّبِيُّ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=650071لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ ؛ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهُوَ يَبُثُّهَا فِي النَّاسِ وَيُعَلِّمُهَا ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ . وَفِي لَفْظٍ آخَرَ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَيَقُولُ الرَّجُلُ : لَوْ آتَانِي اللَّهُ مِثْلَ مَا آتَى هَذَا لَفَعَلْتُ مِثْلَ مَا يَفْعَلُ .
وَأَمَّا بُغْضُ الْكُفَّارِ وَالْفُجَّارِ وَالْإِنْكَارِ عَلَيْهِمْ وَمَقْتِهِمْ ، فَمَا وَرَدَ فِيهِ مِنْ شَوَاهِدِ الْقُرْآنِ وَالْأَخْبَارِ لَا يُحْصَى ، مِثْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=28لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=51يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ وَقَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=129وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا وَفِي الْخَبَرِ :
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخَذَ الْمِيثَاقَ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ يُبْغِضَ كُلَّ مُنَافِقٍ ، وَعَلَى كُلِّ مُنَافِقٍ أَنْ يُبْغِضَ كُلَّ مُؤْمِنٍ وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=655702الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ وَقَالَ
مَنْ أَحَبَّ قَوْمًا وَوَالَاهُمْ حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=70246أَوْثَقُ عُرَى الْإِيمَانِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ . وَشَوَاهِدُ هَذَا قَدْ ذَكَرْنَاهَا فِي بَيَانِ الْحُبِّ وَالْبُغْضِ فِي اللَّهِ تَعَالَى مِنْ كِتَابِ آدَابِ الصُّحْبَةِ ، وَفِي كِتَابِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ فَلَا نُعِيدُهُ .