الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[الوقعة بين طغرل بن محمد وداود بن محمود]

وفي هذه السنة: كانت الوقعة بين طغرل بن محمد وبين داود بن محمود وآقسنقر الأحمديكي ، وكان الظفر فيها لطغرل بهمذان .

وفيها: وزر أنوشروان بن خالد للمسترشد ، بعث إليه صاحب المخزن ابن طلحة يقول له: إن أمير المؤمنين قد عول عليك في الوزارة ، فينبغي أن تسارع إلى ذلك ، فأخذ يعتذر ويقول قد عرف حالي ، وإني لما وزرت للسلطان محمود طلبت الإقالة وقد رضيت من الدنيا بمكاني هذا ، فقبل عني الأرض ، وسل لي الإعفاء ، فلم يعف ، فأجاب فعرضت عليه دار ابن صدقة فامتنع ، وقال: كان له علي حق ، وذلك أنه كان يصله كل سنة بمال كثير فاقتصر على دار ابن ودعة فعمرت ، وعاد دبيس بعد الهزيمة يلوذ ببلاده ، وجمع جميعا وكانت الحلة وأعمالها في يد إقبال المسترشدي ، وأمد بعسكر بغداد فهزم دبيس وحصل في أجمة فيها ماء وقصب ثلاثة أيام لا يطعم حتى أخرجه جماس على ظهره وخلصه ، ووصل الملك داود والأحمديكي إلى بغداد ، ووصل ولد منصور بن سيف الدولة يوم السبت ثالث عشرين شعبان في خمسين فارسا ، فلم يعلم به أحد حتى نزل ، وقبل عتبة باب النوبي وتمور على الصخرة ، وقال: أنا فلان بن فلان جئت إلى أمير المؤمنين فإما أن يلحقني بأبي فأستريح ، وإما أن يعفو عني ، [ ص: 272 ] فأنهى ذلك فعفي عنه ، وأعطي دارا وإصطبلا ودنانير .

وفي يوم الجمعة تاسع عشرين شعبان: قبض الخليفة على الوزير شرف الدين ، وقبض معه على الحسين بن محمد ابن الوزان كاتب الزمام ، ووكل بالوزير بباب الغربة وأخذ من بيته خمسا وسبعين قطعة فضة سوى المراكب ، ونيفا وثلاثين قطعة ذهب سوى المراكب ، ووجد في داره البدنة الحب التي أخذها دبيس من الأمير أبي الحسن لما أسره ومعضدة قيمتها مائة ألف دينار ، ونقل من الرحل والأثاث ثلاثة أيام ، ونحو خمسمائة رأس من خيل وإبل وبغال سوى ما ظهر من المال .

وفي آخر ذي القعدة: أخرج الوزير من الحبس وأخذ خطه بثلاثين ألفا .

قال شيخنا أبو الحسن: وأحضر نازح خادم خاتون المستظهرية فقيل له: أنت حافظ خاتون ، وقد قذفت بابن المهير ، فصفع وأخذت خيله وقريته ، وقتل ابن المهير ، وأظهر أنه هرب وأظهر أمرهما خدم ، فكوتب سنجر بذلك وحل المسترشد إقطاعها وأقام معها في دارها من يحفظها إلى أن يأتي جواب سنجر ، وأخذ إصطبل خيلها فبيع وعمر آدر وتألمت من ذلك وكتبت إلى سنجر ، فقيل إنه كتب إليها يعلمها بما يريد أن يفتك بالدولة ، فبعث المسترشد فأخذ الكتاب منها وهيجه ذلك على الخروج إلى القتال .

التالي السابق


الخدمات العلمية