الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[قطع خطبة السلطان بركيارق وإعادة خطبة السلطان محمد]

وفي يوم الجمعة رابع عشر رجب: قطعت خطبة السلطان بركيارق وأعيدت خطبة السلطان محمد .

[ ص: 54 ]

[زيادة أمر العيارين]

وفي شعبان: زاد أمر العيارين بالجانب الغربي حتى أخذوا عيبتين ثيابا لقاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني فلم يردوهما إلا بعد تعب .

وتقدم الخليفة إلى الأمير يمن بتهذيب البلد ، فعبر الأمير في ثالث عشرين شعبان ، فأخذ جماعة منهم فقتلهم .

ومن عجيب ما اتفق: أن رجلا من العيارين أعور هرب ، وأخذ على رأسه سلة فيها خزف ، ولبس جبة صوف ، وخرج قاصدا للدجيل ليخفي حاله ، فاتفق أن خادما للخليفة خرج ليتصيد ، فكان يتطير بالعور ، فلقيه أعوران فتطير بهما ، فرأى غلمانه هذا العيار ، فصاحوا به ونادوا أستاذهم ليقولوا له: هذا ثالث ، فظن العيار أنهم قد عرفوه ، فدخل مزرعة ، فارتابوا بهربته وجدوا في طلبه ، فأخذوه ومعه سيف تحت ثيابه ، فبحثوا عن حاله فعرفوه فقتلوه .

[كثرة الجرف بالعراق]

وفي آخر شعبان: كثر الجرف بالعراق والوباء ، وامتنع القطر ، وزاد المرض ، وعدمت الأدوية والعقاقير ، ورئي نعش عليه ستة موتى ، ثم حفر لهم زبية ، فألقوا فيها .

[حريق بخرابة ابن جردة]

وفي هذا الشهر: وقع حريق بخرابة ابن جردة ، فهلك معظمها ، وكانت الريح عاصفة فأطارت شرارة فأحرقت دارا برحبة الجامع ، وأخرى فأحرقت ستارة دار الوزير بباب العامة .

[القبض على الوزير عميد الدولة]

وفي رمضان: قبض على الوزير عميد الدولة ، وعلى إخوته زعيم الرؤساء أبي القاسم وأبي البركات بن جهير الملقب بالكافي ، راسله الخليفة بأبي نصر بن رئيس الرؤساء ، ويمن ، فلما خرج من الديوان معهما قدم عليه المركوب ، وقد أحسن بما يراد منه ، فقال: أنا أساويكما في المشي .

[قتل شحنة أصبهان]

وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان: قتل شحنة أصبهان في دار السلطان محمد ، قتله باطني ، وقد كان يتحرز منهم ويلبس درعا تحت ثيابه ، فأغفل تلك الليلة [ ص: 55 ] لبس الدرع ، وخرج إلى دار السلطان ، فضربه الباطني بسكين في خاصرته ، وقتل معه اثنين ، ومات في تلك الليلة جماعة من ولد هذا الشحنة ، فأخرج من داره خمس جنائز .

[قتل أمير بالري]

وفي ذي الحجة: قتل أمير بالري ، قتله باطني ، فحمل الباطني إلى فخر الملك بن نظام الملك فقال له: ويحك! أما تستحي؟! هتكت حرمتي وأذهبت حشمتي ، وقتلته في داري . فقال الباطني: العجب منك [أنك] تذكر أن لك حرمة مهتوكة ، أو دارا مملوكة ، أو حشمة تمنع من الدماء المسفوكة ، أوما تعلم أننا قد أنفذنا إلى ستة نفر ، أحدهم أخوك وفلان وفلان ، فقال له: وأنا في جملتهم؟ فقال: أنت أقل من أن تذكر أو أن تدنس نفوسنا بقتلك . فعذب على أن يقر من أمره بذلك ، فلم يقر ، فقتله .

وفي هذه السنة: خرج من الإفرنج ثلاثمائة ألف فهزمهم المسلمون وقتلوهم ، فلم يسلم منهم سوى ثلاثة آلاف هربوا ليلا ، وباقي الفل هربوا مجروحين .

التالي السابق


الخدمات العلمية