الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[وصول بهروز الخادم إلى بغداد]

وفي اليوم الثالث من رمضان: وصل بهروز الخادم الملقب مجاهد الدين إلى بغداد وقد فوض السلطان إليه بغداد والحلة ، وفوضت ولاية الموصل وما يجري مجراها إلى زنكي ، فخرج إليها ، وأرسل الخليفة علي بن طراد إلى سنجر لإبعاد دبيس من حضرته ومعه خلع فلبسها وأكرمه وأعطاه كوسات وأعلاما وبوقات ، وأذن له في ضرب الطبل على بابه ثلاث صلوات ، وأعطاه طوقا وفرسين وسيفين محلاة ولواءين ، وبعث معه ابن صاعد خطيب نيسابور .

وجاء الخبر بأن سنجر قتل من الباطنية اثني عشر ألفا . [ ص: 245 ]

ومن الحوادث في هذه السنة: أن أبا الفتوح الإسفراييني ، وكان لا يعرف الحديث إنما هو في ذلك على عادة القصاص ، سئل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما كذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات" فقال: هذا ليس بصحيح . والحديث في الصحيح . وقال: يوما على المنبر: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصبحت؟ قال: أعمى بين عميان ، ضالا بين ضلال . فنقل ذلك إلى الوزير ابن صدقة فاستحضره فأقر وأخذ يتأول بتأويلات باردة فاسدة ، فقال الوزير للفقهاء: ما تقولون؟ فقال ابن سلمان مدرس النظامية : لو قال هذا الشافعي ما قبلنا منه ويجب على هذا أن يجدد إسلامه وتوبته . فمنع من الجلوس بعد أن استقر أن يجلس ويشد الزنار ويتوب ، ثم يرحل من بغداد ، فنصره قوم من الأكابر يميلون إلى اعتقاده ، فأعادوه إلى الجلوس ، وكان يتكلم بما يسقط حرمة المصحف من قلوب الناس فافتتن به خلق كثير .

التالي السابق


الخدمات العلمية