الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

3863 - أحمد بن محمد ، أبو العباس الهاشمي ، يعرف بابن الزوال العدل :

ولد يوم عرفة سنة [اثنتين و] أربعين ، وسمع أبا الحسين بن المهتدي ، وأبا جعفر بن المسلمة ، وأبا يعلى بن الفراء ، وغيرهم روى عنه شيوخنا ، وشهد عند أبي عبد الله الدامغاني ، وكان يسلك طريقة الزهد والتقشف .

وتوفي ليلة الخميس وقت العتمة تاسع عشرين محرم ، ودفن بمقبرة باب حرب .

3864 - أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد ، أبو منصور الحارثي:

ولد في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ، وسمع من جماعة ، وروى عنه شيخنا عمر بن محمد البسطامي ، وكان له فضل ، وتقدم ورياسة عريضة وجاه كثير ، وتوفي في محرم هذه السنة . [ ص: 165 ]

3865 - أحمد المستظهر بالله ، أمير المؤمنين ابن المقتدي :

بدأت به علة التراقي فمرض ثلاثة عشر يوما ، وتوفي ليلة الخميس سادس عشرين ربيع الآخر من هذه السنة وكانت مدة عمره إحدى وأربعين سنة وستة أشهر وسبعة أيام ، وكانت خلافته أربعا وعشرين سنة وثلاثة أشهر وأحد عشر يوما .

قال المصنف رحمه الله: ورأيت بخط شيخنا أبي بكر بن عبد الباقي قال: توفي المستظهر نصف الليل ، وغسله أبو الوفاء بن عقيل ، وابن السيبي ، وصلى عليه الإمام المسترشد بالله ، ودفن في الدار ، ثم أخرج في رمضان .

قال شيخنا أبو الحسن الزاغوني: إنما عجل إخراجه لأنه قيل إن المسترشد رآه في المنام وهو يقول له: أخرجني من عندك وإلا أخذتك إلى عندي .

3866 - أرجوان جارية الذخيرة ، أم المقتدي بأمر الله ، تدعى قرة العين:

كانت جارية أرمنية ، وكان لها بر ومعروف ، وحجت ثلاث حجج أدركت خلافة ابنها المقتدي وخلافة ابنه المستظهر وخلافة ابنه المسترشد ، ورأت للمسترشد ولدا وتوفيت في هذه السنة .

3867 - بكر بن محمد بن علي بن الفضل بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق بن عثمان بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن جابر بن عبد الله الأنصاري ، أبو الفضل الزرنجري :

وزرنجر قرية من قرى بخارى على خمسة فراسخ منها ، سمع الحديث الكثير من [ ص: 166 ] جماعة يكثر عددهم ، وتفرد بالرواية عن جماعة منهم لم يحدث عنهم ، وتفقه على أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني ، وبرع في الفقه ، فكان يضرب به المثل .

وحفظ مذهب أبي حنيفة ، ويقولون: هو أبو حنيفة الصغير ، ومتى طلب المتفقه منه الدرس ألقى عليه من أي موضع أراد من غير مطالعة ولا مراجعة لكتاب ، وكان الفقهاء إذا أشكل عليهم شيء رجعوا إليه وحكموا بقوله ونقله ، وسئل يوما عن مسألة فقال:

كررت هذه المسألة ليلة في برج من حصن بخارى أربعمائة مرة .

وتوفي في شعبان هذه السنة ببخارى .

3868 - الحسين بن محمد بن علي بن الحسن [بن محمد] بن عبد الوهاب ، أبو طالب الزينبي:

ولد في سنة عشرين وأربعمائة ، وقرأ القرآن على أبي الحسين بن البروي وسمع من أبي طالب بن غيلان ، وأبي القاسم التنوخي ، وأبي الحسين بن المهتدي وغيرهم . وانفرد في بغداد برواية الصحيح عن كريمة ، وتفقه على أبي عبد الله الدامغاني ، وبرع في الفقه وأفتى ودرس ، وانتهت إليه رياسة أصحاب أبي حنيفة ببغداد ، ولقب نور الهدى ولم يزل واليا للمدرسة التي بناها شرف الملك أبو سعد تدريسا ، ونظرا ، وترسل إلى ملوك الأطراف من البلاد من قبل الخليفة وولي نقابة الطالبيين والعباسيين ، وكان شريف النفس ، كثير العلم ، غزير الدين ، فبقي في النقابة شهورا ثم حمل إليه هاشمي قد جنى جناية تقتضي معاقبته ، فقال ما يحتمل قلبي أن [ ص: 167 ] أسمع المعاقبين وما أراهم ، فاستعفى فأعفي واستحضر أخوه طراد من الكوفة ، وكان نقيبها فولي النقابة على العباسيين .

وتوفي يوم الاثنين حادي عشر صفر هذه السنة ، وصلى عليه ابنه أبو القاسم علي ، وحضره الأعيان وأرباب الدولة والعلماء ، وحمل إلى مقبرة أبي حنيفة ، فدفن داخل القبة ، ومات عن اثنتين وتسعين سنة ، قال ابن عقيل: كان نور الهدي يقول: بلغ أبي العلم إلى ما لا أبلغه من العلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية