الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[قصد بركيارق خوزستان]

وفي هذه السنة: قصد بركيارق خوزستان ، وانضم إليه أولاد برسق ، وكان أمير آخر قد مات ، وانضم إليه عسكره مع إياز ، فتوجه إياز من همذان بعسكره ، واتصل ببركيارق ، وسار طالبا لأخيه محمد ، فالتقيا وعلى ميمنة بركيارق إياز ، وعلى الميسرة أولاد برسق ، فانهزمت طلائع محمد ، ورجعت إلى القلب ، فانهزم السلطان محمد ورجع [ ص: 66 ] مؤيد الملك ، وهرب ، فأدركه غلمان بركيارق فأسروه فقتل .

وخرج الزعيم ابن جهير متنكرا فقصد حلة سيف الدولة .

[فتح الخليفة جامع القصر]

وفي رمضان هذه السنة: تقدم الخليفة بفتح جامع القصر ، وأن يصلى فيه [صلاة] التراويح ، ولم تكن العادة جارية بذلك ، ورتب [فيه] للإمامة أبو الفضل محمد بن أبي جعفر عبد الله بن أحمد بن المهتدي ، وأمر بالجهر بالبسملة والقنوت على مذهب الشافعي ، وبيض الجامع ، وعمر وكسي ، وحملت إليه الأضواء ، وأمر المحتسب أن ينهى النساء عن الخروج ليلا للتفرج .

[أرسل السلطان محمد إلى أخيه سنجر يلتمس مالا]

وفي هذه السنة: أرسل السلطان محمد إلى أخيه سنجر يلتمس منه مالا وكسوة ، فوقع التقسيط بذلك على أهل نيسابور الكبار والصغار والضعفاء ، حتى جبيت الحمامات والخانات ، وترددت الرسل بينهما ، فوقع الصلح ، وسارا وقد بلغهما تفرق العساكر عن بركيارق ، فلما وصلا إلى دامغان [أخربوها فعفت] ، وأخربوا ما أتوا عليه من البلاد ، وعم الغلاء تلك الأصقاع حتى شوهد رجل يأكل كلبا مشويا في الجامع ، وإنسان يطاف به في الأسواق وفي عنقه [يد] صبي قد ذبحه وأكله .

[مضى بركيارق إلى بغداد]

ومضى بركيارق إلى بغداد ومعه الأمير إياز ، فوصل إلى بغداد في خمسة آلاف فارس ، وخرج الموكب لتلقيه ، ثم دخل بعده ولده ملك شاه بن بركيارق ، فاستقبله أهل المناصب من النهروان ، وحمل إليه من دار الخلافة تعويذ من ذهب ، فيه مصحف جامع ، فعلق عليه ، وكان عمره سنة وشهورا .

التالي السابق


الخدمات العلمية