الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[زيادة الماء حتى خيف على بغداد من الغرق]

وفي هذه السنة: زاد الماء حتى خيف على بغداد من الغرق ، وتقدم إلى القاضي أبي العباس ابن الرطبي بالخروج إلى القورج ومشاهدة ما يحتاج إليه ، وهذا القورج الذي غرق الناس منه في سنة ست وستين تولى عمارته نوشتكين خادم أبي نصر بن جهير [ ص: 204 ] وكتب اسمه عليه وضرب عليه خيمه ولم يفارقه حتى أحكمه ، وغرم عليه ألوف دنانير من مال نفسه ، وسأله محمد الوكيل أن يأخذ منه ثلاثة آلاف دينار ويشاركه في الثواب فلم يفعل ، وقال: إخراج المال عندي أهون ، وحاجتي إلى الله تعالى أكثر من حاجتي إلى المال .

وفي يوم الأربعاء رابع عشر صفر: مضى الوزير أبو علي بن صدقة ومعه موكب الخليفة إلى القورج ، واجتمع بالوزير أبي طالب ، ووقفا على ظهور مراكبهما ساعة ثم انصرفا ، فما استقر الناس في منازلهم حتى جاء مطر عظيم أجمع الأشياخ أنهم لم يروا مثله في أعمارهم ، ووقع برد عظيم معه ولم يبق بالبلد دار إلا ودخل الماء من حيطانها وأبوابها وخرج من آبار الناس .

وفي هذا الوقت: ورد الحاج شاكرين لطريقهم واصفين نعمة الله تعالى بكثرة الماء والعشب ورخص السعر ، وكانت الكسوة نفذت على يدي [القاضي] أبي الفتح ابن البيضاوي ، وأقام بالمدينة لعمارة ما تشعث من مسجدها .

وفي عشية سلخ صفر: تقدم السلطان بالاستظهار على منصور بن صدقة ، ونفذ إلى مكان فوثق عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية