الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4040 - عمر بن محمد بن عمويه ، أبو الحفص السهروردي عم أبي النجيب الواعظ .

سمع طرادا ، والتميمي وعاصما وغيرهم ، وحدث ببغداد ، وكان متقدم الصوفية في الرباط المعروف بسعادة الخادم ، ورأيته ولم أسمع منه .

وتوفي في ربيع الأول من هذه السنة ، ودفن بالشونيزية عند قبر رويم .

4041 - علي بن علي بن عبيد الله ، أبو منصور صاحب محمد الوكيل ويعرف بابن سكينة .

ولد سنة تسع وأربعين ، وكان أمين الحاكم تحت يده أموال الأيتام ، وكان يلقب أمين الأمناء سمع أبا محمد الصريفيني ، وابن السراج ، وابن العلاف وغيرهم . وحدث ، وكان سماعه صحيحا ، وسمعت منه ، وسمعته يقول: من منع ماله الفقراء سلط الله عليه الأمراء .

توفي ليلة السبت سادس ذي القعدة عن ثلاث وثمانين سنة ودفن بالشونيزية .



4042 - محمد بن إبراهيم بن محمد إبراهيم بن أحمد ، أبو غالب الصيقلي الدامغاني:

ولد سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة ، ورحل في طلب الحديث ، فسمع الكثير وكان متقدم الصوفية ، وكان ثقة . ذكره شيخنا أبو الفضل بن ناصر ، فقال: هو صالح ثبت أهل السنة . توفي في هذه السنة بكرمان .

4043 - محمد بن عبد الملك بن محمد بن عمر ، أبو الحسن الكرجي :

ولد سنة ثمان وخمسين وأربعمائة وسمع بالكرج وبهمذان وبأصبهان وبغداد ، وكان محدثا فقيها شاعرا أديبا على مذهب الشافعي إلا أنه كان لا يقنت في الفجر ، وكان [ ص: 332 ] يقول إمامنا الشافعي: قال إذا صح عندكم الحديث فاتركوا قولي وخذوا بالحديث ، وقد صح عندي أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك القنوت في صلاة الصبح . وصنف في المذهب والتفسير ، وكان حسن المعاشرة ظاهر الكياسة ومن شعره:


تناءت داره عني ولكن خيال جماله في القلب ساكن     إذا امتلأ الفؤاد به فماذا
يضر إذا خلت منه المساكن

توفي في هذه السنة .

4044 - محمد بن فرجية ، أبو المواهب المقرئ:

كان مليح الأداء للقراءات ، وسمع الحديث ، وأقرأ الناس .

وتوفي في صفر هذه السنة .

4045 - منصور بن المسترشد ، الملقب بالراشد أمير المؤمنين:

قد ذكرنا أنه استخلف بعد أبيه وأنه لما قصد السلطان مسعود بغداد خرج إلى ناحية الموصل ، وأنه خلع وولي المقتفي وخرج الراشد من الموصل إلى بلاد أذربيجان ، ثم مضى إلى أصفهان ، وقوي ثم مرض مرضا شديدا . وفي سبب موته ثلاثة أقوال ، أحدها أنه سقي السم ثلاث مرات ، والثاني: أنه قتله قوم من الفراشين الذين كانوا في خدمته ، والثالث: أنه قتله الباطنية وقتلوا بعده .

وكان موته في سابع وعشرين رمضان ، وبلغ الخبر فقعدوا له في العزاء يوما واحدا .

وقد ذكر أبو بكر الصولي أن الناس يقولون: كل سادس يقوم بأمر الناس منذ أول الإسلام لا بد وأن يخلع ، وأنا تأملت هذا فرأيته عجيبا انعقد الأمر لنبينا صلى الله عليه وسلم ثم قام بعده أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن فخلع ، ثم معاوية ويزيد ومعاوية بن يزيد ومروان وعبد الملك وابن الزبير فخلع وقتل ، ثم الوليد وسليمان وعمر ويزيد وهشام والوليد بن يزيد فخلع ، ثم لم ينتظم لبني أمية أمرهم فتولى السفاح والمنصور والمهدي والهادي والرشيد والأمين فخلع وقتل ، ثم المعتز والمهتدي والمعتمد والمعتضد [ ص: 333 ] والمكتفي والمقتدر فخلع . [ثم المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين فخلع وقتل ، ثم القاهر والرضي والمتقي والمستكفي والمطيع والطائع فخلع ، ثم القادر والقائم والمقتدي والمستظهر والمسترشد والراشد فخلع وقتل .

التالي السابق


الخدمات العلمية