الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

3981 - أحمد بن سلامة ، بن عبيد الله بن مخلد بن إبراهيم ، أبو العباس ابن الرطبي الكرخي :

من كرخ جدان ، تفقه على أبي إسحاق الشيرازي ، وأبي نصر ابن الصباغ ، ثم خرج إلى أصبهان فتفقه على محمد بن ثابت الخجندي ، وسمع الحديث من أبي القاسم ابن البسري ، وأبي نصر الزينبي ، وغيرهما وولي القضاء بالحريم والحسبة أيضا وكان له قرب إلى خدمة الخليفة ، وكان يؤدب أولاده ، وتوفي ليلة [الاثنين مستهل] رجب من هذه السنة ، وصلي عليه بجامع القصر ، ودفن عند قبر الشيخ أبي إسحاق بباب ابرز ، وقال رفيقنا موسى بن غريب بن شبابة التبريزي ، وكان صاحب القاضي أبي العباس: دخلت عليه وهو في الموت وهو يأمر بتجهيزه وتكفينه وموضع دفنه وما على قلبه من مزعج كأنه ينتقل من دار إلى دار .

3982 - أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الله ابن البناء ، أبو غالب .

ولد سنة خمس وأربعين وأربعمائة ، وسمع أبا محمد الجوهري ، وأبا [ ص: 278 ] الحسين بن حسنون ، وأبا يعلى القاضي ، وأبا الحسين ابن المهتدي ، وأبا الغنائم ابن المأمون ، وغيرهم ، وسمعت منه الحديث ، وكان ثقة .

وتوفي في ربيع الأول من هذه السنة ، وقيل في صفر .

3983 - أسعد بن صاعد بن إسماعيل أبو المعالي الحنفي :

خطيب جامع نيسابور ، سمع أباه ، وجده ، وأبا بكر الشيرازي وغيرهم ، وكان من بيت العلم والقضاء والخطابة والتدريس والتذاكير ، واشتغل بالعلم حتى أربى على أقرانه ، وكانت إليه الخطابة والتذاكير والتدريس ببلده ، وكان مقبولا عند السلاطين ، ورد بغداد فسمع من شيخنا أبي القاسم بن الحصين .

وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة بنيسابور .

3984 - الحسن بن محمد بن إبراهيم [بن أحمد] بن علي [أبو نصر] اليونارتي:

ويونارت قرية من قرى أصبهان ، ولد سنة ست وستين وأربعمائة ، ورحل وسمع وجمع وكتب وخرج التاريخ ، وكان مليح الخط حسن القراءة ، وتوفي في شوال هذه السنة بأصبهان .

3985 - علي بن عبيد الله بن نصر بن السري الزاغوني ، أبو الحسن :

قرأ القرآن بالقراءات ، وسمع الحديث الكثير من الصريفيني ، وابن النقور ، وابن المأمون ، وغيرهم . وقرأ من كتب اللغة والنحو ، وتفقه على يعقوب البرزباني ، وكان [ ص: 279 ] متفننا في علوم ، مصنفا في الأصول والفروع ، وأنشأ الخطب والوعظ ، ووعظ ، وصحبته زمانا فسمعت منه الحديث وعلقت عنه من الفقه والوعظ ، وتوفي في يوم الأحد سابع عشر محرم هذه السنة وصلي عليه بجامع المنصور وجامع القصر ، ودفن بباب حرب ، وكان جمع جنازته يفوق الإحصاء .

3986 - علي بن يعلى بن عوض أبو القاسم العلوي الهروي :

سمع من أبي عامر الأزدي جامع الترمذي ، وسمع كثيرا من الحديث ووعظ ، وكان له القبول بنيسابور [وغيرها ] ، وورد بغداد فوعظ ، وسمع فيها مسند الإمام أحمد على شيخنا أبي القاسم بن الحصين ، وكان يورد الأحاديث بأسانيدها ويظهر السنة ، فحصل له ببغداد مال ، وحملت إليه وأنا صغير السن وحفظني مجلسا من الوعظ ، فتكلمت بين يديه يوم ودع الناس عند سور بغداد ، ثم خرج وورد مرو .

فتوفي بمروالروذ في هذه السنة ، ودفن بها .

3987 - محمد بن أحمد بن يحيى ، أبو عبد الله العثماني الديباجي :

من أولاد محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان ، أصل أبي عبد الله العثماني من مكة ، وهو من أهل نابلس ، ويقال له: القدسي ، وسمع الحديث وتفقه ، وكان غاليا في مذهب الأشعري ، وكان يعظ بجامع القصر ، وأنشد يوما في مجلسه:


دع جفوني يحق لي أن أنوحا لم تدع لي الذنوب قلبا صحيحا     أخلقت بهجتي أكف المعاصي
ونعاني المشيب نعيا فصيحا [ ص: 280 ]     كلما قلت قد برا جرح قلبي
عاد قلبي من الذنوب جريحا     إنما الفوز والنعيم لعبد
جاء في الحشر آمنا مستريحا

توفي العثماني يوم الأحد سابع عشرين صفر من هذه السنة ، ودفن في الوردية .

3988 - محمد بن أحمد بن عبيد الله بن الحسين بن دحروج أبو بكر :

سمع أبا الحسين ابن النقور والصريفيني ، وحدث وروى عنه أشياخنا .

وتوفي في رجب هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب حرب .

3989 - محمد بن أحمد بن محمد بن صاعد ، أبو سعيد النيسابوري الصاعدي :

ولد سنة أربع وأربعين وأربعمائة ، وسمع عبد الغافر بن محمد ، وأبا القاسم القشيري ، وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور ، وغيرهم . وقدم بغداد في سنة ثلاث وخمسمائة ، حدث فسمع منه شيخنا عبد الوهاب ، وشيخنا ابن ناصر ، ، وخلق كثير ، وكان رئيس بلدته وقاضيها ، وكانت له دنيا واسعة ومنزلة عظيمة عند الخواص والعوام .

وتوفي بنيسابور يوم السبت ثاني عشر ذي الحجة من هذه السنة .

3990 - محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن عبد الله ، أبو بكر ويعرف بالمزرفي :

ولم يكن من المزرفة وإنما كان انتقل إلى المزرفة أيام الفتنة ، فأقام بها مدة ، فلما رجع قيل له المزرفي ، ولد أبو بكر في سلخ سنة تسع وثمانين وأربعمائة ، قرأ القرآن بالقراءات ، وسمع الحديث الكثير من ابن المهتدي ، وابن الصريفيني ، وأقرأ [ ص: 281 ] وروى وتفرد بعلم الفرائض ، وسمعت منه الحديث ، وكان ثقة ثبتا عالما حسن العقيدة .

وتوفي يوم السبت من محرم هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب حرب ، وقيل إنه مات في سجوده .

3991 - محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن خلف ، أبو خازم بن أبي يعلى ابن الفراء :

ولد سنة تسع وخمسين وأربعمائة ، وسمع من ابن المسلمة ، وابن المأمون ، وجابر بن ياسين ، وغيرهم ، وكان من الفقهاء الزاهدين ومن الأخيار الصالحين .

توفي يوم الاثنين تاسع عشر صفر ودفن بداره بباب الأزج ، ثم نقل في سنة أربع وثلاثين إلى مقبرة باب حرب ، فدفن عند أبيه . [ ص: 282 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية