الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة تسع وتسعين وأربعمائة

فمن الحوادث فيها:

[خروج رجل بنهاوند ادعى النبوة]

أنه ظهر في المحرم رجل بسواد نهاوند ادعى النبوة ، وتبعه خلق من الرستاقية ، وباعوا أملاكهم ودفعوا إليه أثمانها ، وكان يهب جميع ما معه لمن يقصده ، وسمى أربعة من أصحابه أبا بكر وعمر وعثمان وعليا ، وكان يدعي معرفة النجوم والسحر ، وقتل بنهاوند .

[خرج رجل من أولاد ألب أرسلان فطلب السلطنة]

وخرج رجل من أولاد ألب أرسلان فطلب السلطنة ، فقبض عليه ، فكان بين مدة خروجه واعتقاله شهران ، فكان أهل نهاوند يقولون: خرج عندنا في مدة شهرين مدع للنبوة ، وطالب للملك ، واضمحل أمرهما أسرع من كل سريع .

وفي النصف من رجب وهو نصف شباط: توالت الغيوم ، وزادت دجلة حتى قيل: إنها زادت على سنة الغرق .

[هلاك الغلات]

وهلكت في هذه السنة الغلات ، وخربت دور كثيرة ، وانزعج الخلق ، فلما أهل رمضان نقص الماء ، وقدر في هذه الزيادة أمر عجيب ، وذلك أن نقيب النقباء أبو القاسم الزينبي أشرفت داره بباب المراتب على الغرق ، فأقام سميريات ليصعد فيها إلى باب البصرة ، فتقدمت منهن سفينة فيها تسع جوار لهن أثمان ومعهن صبية أراد أهلها زفافها [ ص: 96 ] في هذه الليلة على زوجها ، فأشفقوا فيها على الغرق فحملوها معهن ، فلما وصلت السفينة مشرعة الرباط غرقت بمن فيها ، فأمسك النقيب من الإصعاد ، وتسلى بمن بقي عمن مضى ، وأقامت أم الصبية عليها المأتم .

التالي السابق


الخدمات العلمية