الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة خمس وعشرين وخمسمائة

فمن الحوادث فيها .

أن دبيس بن صدقة ضل في طريقه فقبض عليه بحلة حسان بن مكتوم الكلبي من أعمال دمشق وانقطع أصحابه فلم يكن له منجى من العرب . فحمل إلى دمشق فحمله أميرها ابن طغتكين وباعه من زنكي بن آقسنقر [صاحب الموصل والشام ] بخمسين ألف دينار ، وكان زنكي عدوه فظن أنه سيهلكه ، فلما حصل في قبضته أكرمه وخوله المال والسلاح وقدمه على نفسه .

فلما ورد الخبر بذلك خلع على الرسول وأخرج ابن الأنباري إلى جانب دمشق ليتوصل في أخذه وحمله إلى دار الخلافة ، فلما وصل إلى الرحبة قبض عليه أمير الرحبة بتقدم زنكي إليه ، وحمل إلى قلعة الموصل .

[وصول الخبر أن مسعودا أخا محمود قد انفصل عن سنجر]

ووصل الخبر في ربيع الأول أن مسعودا أخا محمود قد انفصل عن سنجر وجاء يطلب السلطنة ، وقد اجتمع إليه جماعة من الأمراء والعساكر فاختلط أمر محمود وعزم أن يرحل إليه ، فبعث إلى المسترشد يستأذنه ، فأجابه: إنك تعلم ما بيني وبينك من العهد واليمين وإني لا أخرج ولا أدون عسكرا ، وإذا خرجت عاد العدو وملك الحلة وربما تجدد منه ما تعلم . فقال له: متى رحلت عن العراق وجدت له حركة وخفت على [ ص: 264 ] نفسك وعلى المسلمين وتجدد لي أمر مع أخي فلم أقدر على المجيء فقد نزلت عن اليمين التي بيننا ، فمهما رأيت من المصلحة فافعله .

فخلع عليه الخلع السنية ، وخرج ثم أرسل مسعود بما يطيب القلب فالتقيا وتحالفا واعتنقا ، وحمل مسعود الغاشية بين يديه ، وبعث وزير محمود من الآلات ما قوم مائة وخمسين ألف دينار ، وأعطاه السلطان العساكر والأجناد ورحل

التالي السابق


الخدمات العلمية