الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة

فمن الحوادث فيها:

[طرد الكتاب اليهود والنصارى من الديوان]

أنه طردت الكتاب اليهود والنصارى من الديوان والمخزن ، ثم أعيدوا في الشهر أيضا ، وفرغ بهروز من المصلحة التي تصدى لحفرها ، وهي نهر دجيل ، وولي القضاء أبو يعلى بن الفراء قضاء باب الأزج في صفر .

وكانت زلزلة بجنزة أتت على مائتي ألف وثلاثين ألفا ، فأهلكتهم ، وكانت الزلزلة عشرة فراسخ في مثلها .

قال المصنف: وسمعت شيخنا ابن ناصر يقول: قد جاء الخبر أنه خسف بجنزة وصار مكان البلد ماء أسود ، وقدم التجار من أهلها فلزموا المقابر يبكون على أهاليهم .

ووصل رسول من ابن قاورت ملك كرمان إلى السلطان مسعود يخطب خاتون زوجة المستظهر ومعه التحف ، فجاء وزير مسعود إلى دارها فاستأذنها فأذنت ، فحضر القضاة دار السلطان ووقع الملاك على مائة ألف دينار ، ونثرت الدراهم والدنانير ، وذلك في ثامن عشر صفر ، وسيرت إليه فكانت وفاتها هنالك .

وفي ربيع الأول: أزيلت المواصير والمكوس ، ونقشت الألواح بذلك ، واستوزر السلطان رجلا من رؤساء الري يقال له: محمد الخازن ، فأظهر العدل ، ورفع [ ص: 336 ] المكوس والضرائب ، وكان حسن السيرة فدخل عليه رجلان يقال لأحدهما ابن عمارة ، والآخر ابن أبي قيراط يطلبان ضمان المكوس التي أزيلت بمائة ألف دينار ، فرفع أمرهما إلى السلطان ، فشهرا في البلد مسودين الوجوه وحبسا ، فلم يتمكن أعداؤه مما يريدون منه فأوحشوا بينه وبين قراسنقر صاحب آذربيجان ، فأقبل قراسنقر في العساكر العظيمة ، وقال: إما حمل رأسه إلي أو الحرب ، فخوفوا السلطان من حادثة لا تتلافي الفسخ ، ففسح لهم في قتله على كره شديد فقتله تتر الحاجب بيده من شدة حنقه ، وحمل رأسه إلى قراسنقر .

وفي هذه السنة: قدم المغربي الواعظ ، وكان يتكلم في الأعزية فأشير عليه بعقد مجلس الوعظ فوعظ ، وكان ينشد بتطريب ، وينده بالسجوع ، فنفق على الناس نفاقا كثيرا فتأثر الغزنوي بذلك ، ومنعه من الجلوس فتعصب له أقوام فأطلق في الجلوس وأركب فرس وزير السلطان فطيف به في الأسواق ، وأبيح له الجلوس أين شاء وقرر له الجلوس في دار السلطان ، فيقال إن الغزنوي احتال حتى لم يقع ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية