الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 165 ] 101 - باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام في الأشياء التي هي الفطرة في الأبدان ، أو من الفطرة

682 - حدثنا يونس ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني حنظلة بن أبي سفيان ، عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله عليه السلام قال : الفطرة : قص الأظفار ، وأخذ الشارب ، وحلق العانة .

683 - حدثنا يونس ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الفطرة خمس الاختتان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الآباط .

[ ص: 166 ]

684 - حدثنا محمد بن الحجاج بن سليمان الحضرمي ، حدثنا خالد بن عبد الله الخراساني ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن سلمة بن محمد بن عمار ، عن عمار بن ياسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من الفطرة : المضمضة والاستنشاق والسواك وقص الشارب وتقليم الأظفار وغسل البراجم ونتف الآباط والاستحداد والانتضاح والختان .

685 - حدثنا فهد ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد ، حدثنا وكيع ، عن زكريا يعني ابن أبي زائدة ، عن مصعب بن شيبة ، عن طلق بن [ ص: 167 ] حبيب ، عن عبد الله بن الزبير ، عن عائشة قالت : قال رسول الله عليه السلام : عشر من الفطرة : قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك والاستنشاق بالماء وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الآباط وحلق العانة وانتقاص الماء .

قال زكريا : قال مصعب : ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة
.

[ ص: 168 ] فقال قائل : هذا تضاد شديد ؛ لأن في الحديث الأول من هذه الأحاديث التي رويتموها في هذا الكتاب : أن الفطرة هي الثلاثة الأشياء المذكورة فيه ، وفي الثاني منها أن الفطرة هي الأشياء الخمسة المذكورة فيه ، وفي الثالث والرابع منها أن الفطرة العشرة الأشياء المذكورة فيها .

فكان جوابنا له : أنه لا تضاد في شيء من ذلك ؛ لأنه قد يجوز أن تكون الفطرة كانت أولا الثلاثة أشياء المذكورة في الأول ، ثم زاد الله تعالى فيها الشيئين الآخرين المذكورين في الثاني منها ، ثم زاد الله فيها الأشياء المذكورة في الثالث والرابع منها التي ليست في الأولين ، فجعلها الله عبادة له على خلقه في أبدانهم ، فانتفى بما ذكرنا أن يكون في شيء مما وصفناه تضاد ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية