الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 186 ] 105 - باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام من نهيه عن قفيز الطحان

709 - حدثنا سليمان بن شعيب الكيساني ، حدثنا أبي ، حدثنا أبو يوسف ، عن عطاء بن السائب ، عن ابن أبي نعم ، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، عن النبي عليه السلام أنه نهى عن عسب التيس وكسب الحجام وقفيز الطحان .

710 - حدثنا الحجاج بن عمران بن الفضل المازني البصري ، حدثنا هلال بن يحيى بن مسلم ، حدثنا أبو يوسف ، عن عطاء بن السائب ، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ... مثله ، ولم يذكر فيه " ابن أبي نعم " .

711 - حدثنا ابن أبي عمران ، حدثنا الحسن بن عيسى بن [ ص: 187 ] ماسرجس مولى ابن المبارك .

وحدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، حدثنا نعيم بن حماد قالا : حدثنا ابن المبارك ، عن سفيان يعني الثوري ، عن هشام أبي كليب ، عن ابن أبي نعم ، عن أبي سعيد الخدري قال : نهي عن عسب الفحل وعن قفيز الطحان .

[ ص: 188 ] فتأملنا ذلك فوجدنا أهل العلم لا يختلفون أن معناه ما كانوا يفعلونه في الجاهلية ، وما يفعله أهل الجهل إلى يومنا هذا من دفع القمح إلى الطحان على أن يطحنه لهم بقفيز من دقيقه الذي يطحنه منه ، فكان ذلك استئجارا من المستأجر بما ليس عنده إذا كان دقيق قمحه ليس عنده في الوقت الذي استأجر ، وكان في ذلك ما قد دل أن الاستئجار لا يكون بما ليس عند المستأجر يوم يستأجر ، كما لا يكون الابتياع بما ليس عند المبتاع يوم يبيع ، وبما ليس عند المبتاع يوم يبتاع من الأشياء التي ليست عنده مما ليس معناها معنى الأثمان كالدراهم وكالدنانير وكما سواها من ذوات الأمثال التي قد تكون دينا في الذمم ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية