الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          470 - (ق) : إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي ، أبو محمد الكوفي المعروف أبوه بالأشدق . وهو عم إسماعيل بن أمية وأيوب بن موسى .

                                                                          روى عن : عبد الله بن عباس ، وعبيد الله بن أبي رافع ، وعثمان بن عبد الله بن الحكم بن الحارث (ق) ، وميمون بن الحكم .

                                                                          روى عنه : خالد بن إلياس (ق) ، وسليمان بن بلال ، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر ، ومروان بن عبد الحميد ، ويعقوب بن عبد الرحمن الزهري ، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة المدني .

                                                                          وأدركه سفيان بن عيينة .

                                                                          ذكره معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم .

                                                                          [ ص: 159 ] وقال الزبير بن بكار في تسمية ولد عمرو بن سعيد بن العاص : إسماعيل ومحمد وأم كلثوم ، وأمهم أم حبيب بنت حريث بن سليم من بني عذرة ، كان إسماعيل يسكن الأعوص في شرقي المدينة على بضعة عشر ميلا ، وكان له فضل لم يتلبس بشيء من سلطان بني أمية .

                                                                          وذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة .

                                                                          وقال الحسين بن الفهم ، عن محمد بن سعد : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني مسلم بن خالد ، عن إسماعيل بن أمية ، قال : قال عمر بن عبد العزيز : لو كان إلي من الأمر شيء ، ما عدوت به القاسم بن محمد ، أو صاحب الأعوص إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص . قال محمد بن عمر : وكان إسماعيل بن عمرو عابدا منقطعا قد اعتزل فنزل الأعوص .

                                                                          وقال الحارث بن أبي أسامة ، عن محمد بن سعد ، عن محمد بن عمر : كان إسماعيل بن عمرو ينزل الأعوص على أحد عشر ميلا من المدينة طريق العراق ، وكان عابدا ناسكا ، وعاش إلى دولة ولد العباس . فقيل له ليالي قدم داود بن علي [ ص: 160 ] المدينة واليا على الحرمين : لو تغيبت . فقال : لا والله ولا طرفة عين . وكان داود قد هم به ، فقيل له : ليس بك حاجة أن يتفرغ لك إسماعيل في الدعاء عليك ، فتركه ولم يعرض له ، وعرض لإسماعيل بن أمية ، وأيوب بن موسى ، فحبسهما بالمدينة ، وعاش إسماعيل بن عمرو بعد ذلك يسيرا ، ثم مات ، وكان قليل الحديث .

                                                                          وقال المفضل بن غسان ، عن الواقدي : قال عمر بن عبد العزيز : لو كان الأمر إلي لوليت الأعمش - يعني القاسم بن محمد - أو صاحب الأعوص - يريد إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص ، وكان فاضلا خيارا مسلما ، وكان منزله بالأعوص على بريد من المدينة .

                                                                          وقال أبو القاسم : كان مع أبيه لما غلب على دمشق ، ثم سيره عبد الملك إلى الحجاز مع إخوته ، ثم سكن الأعوص ، واعتزل أمر السلطان ، وكان عمر بن عبد العزيز يراه أهلا للخلافة ، قال : وبلغني عن محمد بن عبيد الله العتبي ، عن أبيه ، قال : قال داود بن علي لإسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص بعد قتله من قتل من بني أمية : أساءك ما فعلت بأصحابك ؟ فقال : كانوا يدا قطعتها ، وعضدا فتتها ، ومرة [ ص: 161 ] نقضتها ، وركنا هدمته ، وجناحا نتفته ، قال : فإني خليق أن ألحقك بهم . قال إني إذا لسعيد .

                                                                          روى له ابن ماجه حديثا واحدا ، قد ذكرناه في ترجمة عثمان بن عبد الله بن الحكم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية