الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          618 - أيوب بن عبد الله بن مكرز بن حفص بن الأخيف القرشي العامري الشامي .

                                                                          روى عن : عبد الله بن مسعود ، ووابصة بن معبد الأسدي .

                                                                          روى عنه : الزبير أبو عبد السلام ، وشريح بن عبيد الحضرمي .

                                                                          قال البخاري : أيوب بن عبد الله بن مكرز من بني عامر بن لؤي ، وكان رجلا خطيبا . عن ابن مسعود ، ووابصة ، روى عنه الزبير أبو عبد السلام ، ويقال : إنه مرسل .

                                                                          وكذلك قال عبد الرحمن بن أبي حاتم ، عن أبيه وأبي زرعة ، إلا أنه لم يذكر " وكان رجلا خطيبا " ولا قوله : " ويقال : إنه مرسل " .

                                                                          وقال حماد بن سلمة : أخبرنا الزبير أبو عبد السلام ، عن أيوب بن عبد الله بن مكرز - ولم يسمعه منه - قال : حدثني جلساؤه - وقد [ ص: 480 ] رأيته - عن وابصة الأسدي : في البر والإثم .

                                                                          وقال أبو الحسن بن سميع في الطبقة الرابعة : ابن مكرز رجل من أهل الشام من بني عامر .

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي في " تاريخ الحمصيين " : أيوب بن مكرز ، ويقال : أيوب بن عبد الله بن مكرز ، حدث عنه شريح بن عبيد والزبير أبو عبد السلام ، وحدث سعيد بن مسروق عن أيوب بن كريز ، وأحسبه هو .

                                                                          وقال أبو نصر ابن ماكولا في باب " أحنف وأخيف " : وأما أخيف مثل ما قبله إلا أنه بخاء معجمة - يعني وياء مثناة من تحتها - فهو مكرز بن حفص بن الأخيف بن علقمة بن عبد بن الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب ، وهو قاتل عامر بن يزيد بن عامر بن الملوح الليثي . قال الزبير : هو الذي جاء في فداء سهيل بن عمرو بعد بدر . وقال أبو نصر : ووجدته بخط ابن عبدة النسابة : مكرز ، بفتح الميم .

                                                                          وقال أبو القاسم : ولاه معاوية غزوة الروم . قال : وذكر سعيد بن كثير بن عفير ، قال : ثم كانت سنة ثمان وأربعين ، وكان فيها مشتى أبي عبد الرحمن القيني أنطاكية ، ومنهم من قال : شتاها أيوب بن مكرز العامري ، عامر بن لؤي .

                                                                          روى أبو داود حديثا واحدا من رواية بكير بن عبد الله بن الأشج ، [ ص: 481 ] عن ابن مكرز ، عن أبي هريرة ، ولم يسمه .

                                                                          أخبرنا به أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي ، وأبو الغنائم المسلم بن محمد بن المسلم بن علان القيسي ، وأبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني ، قالوا : أخبرنا أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج الرصافي ، قال : أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب التميمي ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا يزيد - وهو ابن هارون - قال : أخبرنا ابن أبي ذئب ، عن القاسم بن عباس ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن ابن مكرز ، عن أبي هريرة : أن رجلا قال : يا رسول الله الرجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرض الدنيا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا أجر له " . فأعظم الناس ذلك ، وقالوا للرجل : عد لرسول الله صلى الله عليه وسلم لعله لم يفهم ، فعاد ، فقال : يا رسول الله ، الرجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرض الدنيا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا أجر له " . ثم عاد الثالثة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا أجر له " .

                                                                          رواه داود ، عن أبي توبة الربيع بن نافع ، عن ابن المبارك ، عن ابن أبي ذئب بإسناده ، نحوه .

                                                                          [ ص: 482 ] وقال أبو الحسن بن البراء ، عن علي ابن المديني في هذا الحديث : لم يروه عنه غير ابن أبي ذئب ، والقاسم مجهول ، وابن مكرز مجهول . هكذا قال علي ابن المديني ، وقد روى عن القاسم بن عباس غير واحد ، كما هو مذكور في ترجمته ، ووثقه يحيى بن معين وغيره ، فارتفعت جهالته وثبتت عدالته .

                                                                          وأما ابن مكرز فهو مجهول كما قال .

                                                                          وقد روى أحمد بن حنبل هذا الحديث في موضع آخر ، عن حسين بن محمد ، عن ابن أبي ذئب بإسناده وسماه " يزيد بن مكرز " ، فتبين بذلك أن ابن مكرز الذي روى له أبو داود رجل مجهول ، كما قال علي ابن المديني ، وأنه ليس بأيوب بن عبد الله بن مكرز هذا ، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية