الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 163 ] 472 - (ي 4) : إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي ، أبو عتبة الحمصي .

                                                                          روى عن : إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة المدني ، وأسيد بن عبد الرحمن الخثعمي (د) ، وبحير بن سعد الكلاعي (د ت ق) ، وتمام بن نجيح الأسدي ، وتميم بن عطية العنسي (ت) ، وثابت بن عجلان الأنصاري (بخ ق) ، وثعلبة بن مسلم الخثعمي (د فق) وثور بن يزيد الرحبي ، وحبيب بن صالح الطائي (د ت) ، والحجاج بن أرطاة الكوفي (ق) ، وحرام بن عثمان الأنصاري المدني ، وحميد بن أبي سويد ، ويقال : ابن أبي سوية ، وراشد بن داود الصنعاني ، ورزيق أبي عبد الله الألهاني ، وزيد بن أسلم ، وسعيد بن يوسف الرحبي (مد) ، وسفيان الثوري ، وأبي سلمة سليمان بن سليم الكناني (د ت ق) ، وسليمان الأعمش ، وسهيل بن أبي صالح ، وشرحبيل بن مسلم الخولاني ، وصالح بن كيسان (ق) ، وصفوان بن عمرو السكسكي (دق) ، وضمرة بن ربيعة (د فق) وهو أصغر منه ، وضمضم بن زرعة الحضرمي (د فق) ، وعاصم بن رجاء بن حيوة الكندي (د) ، وعباد بن كثير [ ص: 164 ] الثقفي (ق) وعبد الله بن بشر الحبراني (مد) ، وعبد الله بن دينار البهراني الحمصي (ق) ، وعبد الله بن زياد بن سمعان المدني ، وعبد الله بن سليمان ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي (ت) ، وأبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم (ت ق) ، وعبد ربه بن سليمان بن زيتون (ي) ، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي (د) ، وعبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي (فق) ، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي (بخ ت) ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (ت) ، وعبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب ، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي (سي) ، وأبي وهب عبيد الله بن عبيد الكلاعي ، وعبيد الله بن عمر العمري ، وعبيد الله بن الوليد الوصافي ، وعتبة بن حميد الضبي (ق) ، وعطاء بن عجلان ، وعقيل بن مدرك ، وعمارة بن غزية الأنصاري (ت ق) ، وعمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر العمري ، وعمرو بن قيس السكوني ، وعمرو بن مهاجر الأنصاري (د) ، وليث بن أبي سليم (ق) ، ومحمد بن زياد الألهاني (بخ ت ق) ، ومحمد بن طلحة بن مصرف (ق) ، ومحمد بن عبد الرحمن بن عرق [ ص: 165 ] (ق) ، ومحمد بن عبيد الله العرزمي (ق) ، ومحمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي ، ومحمد بن مهاجر الأنصاري ، ومحمد بن الوليد الزبيدي (د) ، ومعدان بن حدير الحضرمي (مد) ، .وموسى بن عقبة (ت ق) ، وهشام بن عروة ، وهشام بن الغاز ، والوليد بن عباد الأزدي ، ويحيى بن سعيد الأنصاري (س) ، ويحيى بن أبي عمرو الشيباني ، وأبي شيبة يحيى بن يزيد الرهاوي ، (د) ويزيد بن أيهم الشامي (بخ) ، ويزيد بن حجر الشامي (د) ، وأبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني (ت ق) ، وأبي بكر الهذلي (ت) .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن شماس السمرقندي (ل) ، وإبراهيم بن العلاء الزبيدي (د) ، والأبيض بن الأغر بن الصباح المنقري وهو أكبر منه ، وأبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني ، وأبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي القطيعي ، وبقية بن الوليد وهو من أقرانه ، وجعفر بن حميد الكوفي ، وحجاج بن محمد الأعور ، والحسن بن حدان الرازي ، وأبو العلاء الحسن بن سوار ، والحسن بن [ ص: 166 ] عرفة العبدي (ت ق) ، وأبو عتبة الحسن بن علي بن مسلم السكوني ، وأبو صالح الحكم بن موسى ، وأبو اليمان الحكم بن نافع البهراني (د) وحيوة بن شريح الحمصي (د) ، وخطاب بن عثمان الفوزي (ي) وداود بن رشيد ، وداود بن عمرو الضبي ، وأبو توبة الربيع بن نافع الحلبي (د) ، وزهير بن عباد الرؤاسي ، وسعيد بن عمرو الحضرمي (د) . وسعيد بن منصور (د) ، وسفيان الثوري وهو من شيوخه ، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة ، وأبو أيوب سليمان بن أيوب الحمصي ، وأبو داود سليمان بن داود الطيالسي ، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، وسليمان الأعمش وهو من شيوخه ، وشبابة بن سوار ، وشجاع بن الأشرس ، وشجاع بن مخلد (د) ، وشجاع بن الوليد (د) ، وضمرة بن ربيعة (س) ، وعبد الله بن صالح العجلي ، وعبد الله بن عبد الجبار الخبائري (د) ، وعبد الله بن المبارك (ي) ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ، وعبد الله بن وهب المصري ، وأبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني (ت) وعبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي ، وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد الواقدي ، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني ، وعبد العزيز بن بحر البغدادي ، وأبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني ، وعبد الوهاب بن الضحاك العرضي (ق) ، وعبد الوهاب بن نجدة الحوطي ، وأبو عبيدة عبيد بن رزين الألهاني ، [ ص: 167 ] وعتبة بن سعيد بن الرخص (ر) ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة (دق) وعلي بن حجر السعدي المروزي (ت س) ، وعلي بن عياش الحمصي ، وعمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي (د ق) ، وغسان بن الربيع ، والفرج بن فضالة وهو من أقرانه ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، والقاسم بن يحيى الهلالي ، وأبو عميرة كثير بن الوليد ، والليث بن سعد ومات قبله ، ومالك بن سليمان الألهاني الحمصي ، ومحمد بن إسحاق بن يسار المدني وهو أكبر منه ، وابنه محمد بن إسماعيل بن عياش (د) ، ومحمد بن بكار بن الريان ومحمد بن حمير السليحي ، ومحمد بن سلام البيكندي (بخ) ، ومحمد بن عبيد المحاربي الكوفي (مد) وأبو المجاهر محمد بن عثمان التنوخي ، ومحمد بن عيسى ابن الطباع (د ق) ، ومحمد بن المبارك الصوري (د) ، ومروان بن محمد الطاطري ، ومعتمر بن سليمان وهو من أقرانه ، ومنصور بن أبي مزاحم ، وموسى بن أعين الجزري ومات قبله ، وهارون بن معروف البغدادي ، وهشام بن عمار السلمي (ق) ، وهناد بن .السري (ت) والهيثم بن خارجة ، والوليد بن مسلم وهو من أقرانه ، ويحيى بن حسان التنيسي ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، ويحيى بن معين ، ويحيى بن يحيى النيسابوري ، ويزيد بن هارون (د) ، ويوسف بن عدي .

                                                                          [ ص: 168 ] قال المفضل بن غسان الغلابي ، عن يحيى بن معين : إسماعيل بن عياش ، مولى عنس .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : سمعت أبي يقول : كان إسماعيل بن عياش أحول .

                                                                          وقال محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي : إسماعيل بن عياش الحمصي الأزرق أبو عتبة .

                                                                          وذكره أبو الحسن ابن سميع في الطبقة السادسة .

                                                                          وقال أبو بكر الخطيب : قدم بغداد على أبي جعفر المنصور ، وولاه خزانة الكسوة ، وحدث ببغداد حديثا كثيرا .

                                                                          وقال مروان بن محمد ، عن محمد بن مهاجر : قال لي أخي عمرو بن مهاجر : ليس تحسن تسأل . لم لا تسألني مسألة هذا الأزيرق ، ما سألني أحد أحسن مسألة منه ، يعني إسماعيل بن عياش .

                                                                          قال محمد : فقلت له : كيف أريد أن أكون أنا مثل هذا وهذا فقيه .

                                                                          [ ص: 169 ] وقال أبو مسهر ، عن محمد بن مهاجر : كان أخي عمرو بن مهاجر يقول : ألا تسألني كما يسألني هذا الأحمر الحمصي ، يعني إسماعيل بن عياش .

                                                                          وقال عبد الوهاب بن نجدة الحوطي : سمعت إسماعيل بن عياش يقول : كان ابن أبي حسين المكي يدنيني ، فقال له أصحاب الحديث : تزال تقدم هذا الغلام الشامي ، وتؤثره علينا . فقال : إني أؤمله . فسألوه يوما عن حديث يحدث به عن شهر : " إذا جمع الطعام أربعا ، فقد كمل " ، فذكر ثلاثة ونسي الرابعة . فسألني عن ذلك ، فقال لي : كيف حدثتكم ؟ قلت : حدثتنا عن شهر أنه قال : " إذا جمع الطعام أربعا ، فقد كمل ، إذا كان أوله حلالا ، وسمي الله عليه حين يوضع ، وكثرت عليه الأيدي ، وحمد الله حين يرفع " . فأقبل على القوم ، فقال : كيف ترون ؟! .

                                                                          وقال سليمان بن أحمد الواسطي ، عن يزيد بن هارون : رأيت شعبة بن الحجاج عند فرج بن فضالة يسأله عن حديث إسماعيل بن عياش .

                                                                          وقال محمد بن عوف الحمصي ، عن أبي اليمان : كان منزل إسماعيل بن عياش إلى جانب منزلي ، وكان يحيي الليل ، وكان ربما قرأ ثم قطع ثم رجع ، فقرأ من الموضع الذي قطع منه ، فلقيته يوما ، فقلت : يا عم قد رأيت منك شيئا ، وقد [ ص: 170 ] أحببت أن أسألك عنه ، إنك تصلي من الليل ، ثم تقطع ثم تعود إلى الموضع الذي قطعت ، فتبتدئ منه ، فقال : يا بني وما سؤالك عن ذلك ؟ قلت : إني أريد أن أعلم ، قال : يا بني إني أصلي فأقرأ ، فأذكر الحديث في الباب من الأبواب التي أخرجتها ، فأقطع الصلاة فأكتبه فيه ، ثم أرجع إلى صلاتي ، فأبتدئ من الموضع الذي قطعت منه .

                                                                          وقال سليمان بن عبد الحميد البهراني ، عن يحيى بن صالح الوحاظي : ما رأيت رجلا أكبر نفسا من إسماعيل بن عياش ، كنا إذا أتيناه إلى مزرعته لا يرضى لنا إلا بالخروف والخبيص ، قال : وسمعته يقول : ورثت عن أبي أربعة آلاف دينار ، فأنفقتها في طلب العلم .

                                                                          وقال جعفر بن محمد بن الفضيل الرسعني ، عن عثمان بن صالح السهمي : كان أهل مصر يتنقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث بن سعد ، فحدثهم بفضائل عثمان ، فكفوا عن ذلك ، وكان أهل حمص يتنقصون علي بن أبي طالب ، حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش ، فحدثهم بفضائله ، فكفوا عن ذلك .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قال أبي لداود بن عمرو الضبي - وأنا أسمع - : يا أبا سليمان ، كان يحدثكم إسماعيل بن عياش هذه الأحاديث بحفظه ؟ قال : نعم ، ما رأيت معه كتابا قط . فقال له : لقد كان حافظا ، كم كان يحفظ ؟ قال : كان [ ص: 171 ] شيئا كثيرا . قال له : كان يحفظ عشرة آلاف ؟ قال : عشرة آلاف ، وعشرة آلاف ، وعشرة آلاف . فقال أبي : هذا كان مثل وكيع .

                                                                          وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم ، عن علي ابن المديني : رجلان هما صاحبا حديث بلدهما : إسماعيل بن عياش ، وعبد الله بن لهيعة .

                                                                          وقال الفضل بن زياد ، عن أحمد بن حنبل : ليس أحد أروى لحديث الشاميين من إسماعيل بن عياش ، والوليد بن مسلم .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : كنت أسمع أصحابنا يقولون : علم الشام عند إسماعيل بن عياش ، والوليد بن مسلم . قال : وسمعت أبا اليمان يقول : كان أصحابنا لهم رغبة في العلم ، وطلب شديد بالشام والمدينة ومكة ، وكانوا يقولون : نجهد في الطلب ، ونتعب أبداننا ونغيب ، فإذا جئنا وجدنا كل ما كتبنا عند إسماعيل .

                                                                          قال يعقوب : وتكلم قوم في إسماعيل ، وإسماعيل ثقة [ ص: 172 ] عدل ، أعلم الناس بحديث الشام ، ولا يدفعه دافع ، وأكثر ما تكلموا قالوا : يغرب عن ثقات المدنيين والمكيين .

                                                                          وقال الهيثم بن خارجة : سمعت يزيد بن هارون يقول : ما رأيت أحفظ من إسماعيل بن عياش ، ما أدري ما سفيان الثوري ؟

                                                                          وقال سليمان بن أحمد الواسطي : سمعت يزيد بن هارون يقول : ما رأيت شاميا ولا عراقيا أحفظ من إسماعيل بن عياش .

                                                                          وقال أبو داود السجستاني : قدم إسماعيل بن عياش قدمتين ، قدم هو وحريز بن عثمان الكوفة في مساحة أرض حمص ، وقدمة قدمها إلى بغداد ، سمع منه البغداديون ، وسمع يزيد بن هارون من إسماعيل بن عياش ببغداد في القدمة الأولى .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : إسماعيل بن عياش ثقة .

                                                                          قال يحيى : وكان إسماعيل أحب إلى أهل الشام من بقية . وقد سمع إسماعيل من شرحبيل .

                                                                          قال يحيى : إسماعيل بن عياش أحب إلي من فرج بن فضالة .

                                                                          قال [ ص: 173 ] يحيى : مضيت إلى إسماعيل بن عياش ، فرأيته عند دار الجوهري قاعدا على غرفة ، ومعه رجلان ينظران في كتاب ، فيحدثهم خمسمائة في اليوم أقل أو أكثر ، وهم أسفل وهو فوق . فيأخذون كتابه فينسخونه من غدوة إلى الليل . قال يحيى : فرجعت ولم أسمع منه شيئا .

                                                                          وقال في موضع آخر عن يحيى : شهدت إسماعيل بن عياش وهو يحدث هكذا ، فلم أكن آخذ منه شيئا ، ولكني شهدته يملي إملاء فكتبت عنه .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت يحيى بن معين عن إسماعيل بن عياش ، فقال : إذا حدث عن الشيوخ الثقات ، مثل : محمد بن زياد ، وشرحبيل بن مسلم . قلت ليحيى : فكتبت عن إسماعيل بن عياش ؟ فقال : نعم ، سمعت منه شيئا .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : سئل يحيى بن معين عن [ ص: 174 ] إسماعيل بن عياش ، فقال : ليس به بأس في أهل الشام ، والعراقيون يكرهون حديثه . قيل ليحيى : أيهما أثبت بقية أو إسماعيل بن عياش ؟ فقال : كلاهما صالحان .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي ، عن يحيى بن معين : أرجو أن لا يكون به بأس .

                                                                          وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة : سمعت يحيى بن معين يقول : إسماعيل بن عياش ثقة فيما روى عن الشاميين ، وأما روايته عن أهل الحجاز فإن كتابه ضاع ، فخلط في حفظه عنهم .

                                                                          وقال مضر بن محمد الأسدي ، عن يحيى : إذا حدث عن الشاميين ، وذكر الخبر ، فحديثه مستقيم ، وإذا حدث عن الحجازيين والعراقيين ، خلط ما شئت .

                                                                          وقال أبو بكر المروذي : سألته - يعني أحمد بن حنبل - عن إسماعيل بن عياش ، فحسن روايته عن الشاميين ، وقال : هو فيهم أحسن حالا مما روى عن المدنيين وغيرهم .

                                                                          وقال أبو داود : سألت أحمد عن إسماعيل بن عياش ، [ ص: 175 ] فقال : ما حدث عن مشايخهم . قلت : الشاميين ؟ قال : نعم . فأما ما حدث عن غيرهم ، فعنده مناكير .

                                                                          وقال أحمد بن الحسن الترمذي : قال أحمد بن حنبل : إسماعيل بن عياش أصلح بدنا من بقية ، ولبقية أحاديث مناكير عن الثقات .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سئل أبي عن إسماعيل بن عياش فقال : نظرت في كتابه عن يحيى بن سعيد أحاديث صحاح ، وفي " المصنف" أحاديث مضطربة .

                                                                          وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن علي ابن المديني : كان يوثق فيما روى عن أصحابه أهل الشام ، فأما ما روى عن غير أهل الشام ، ففيه ضعف .

                                                                          [ ص: 176 ] وقال عثمان بن سعيد الدارمي ، عن دحيم : إسماعيل بن عياش في الشاميين غاية ، وخلط عن المدنيين .

                                                                          وقال عمرو بن علي : إذا حدث عن أهل بلاده فصحيح ، وإذا حدث عن أهل المدينة ، مثل هشام بن عروة ، ويحيى بن سعيد ، وسهيل بن أبي صالح ، فليس بشيء .

                                                                          وقال في موضع آخر : كان عبد الرحمن لا يحدث عن إسماعيل بن عياش .

                                                                          وقال محمد بن المثنى : ما سمعت عبد الرحمن يحدث عن إسماعيل بن عياش شيئا قط .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان ، عن علي ابن المديني : ضرب عبد الرحمن على حديث إسماعيل بن عياش ، وعلى حديث المبارك بن فضالة .

                                                                          وقال عبد الله بن علي بن المديني : وسألته - يعني أباه - عن إسماعيل بن عياش ، قلت : إن يحيى بن معين يقول : إنه ثقة فيما يروي عن أهل الشام ، فأما ما روى عن غير أهل الشام ، ففيه شيء ، فضعفه فيما روى عن أهل الشام وغيرهم .

                                                                          وقال في موضع آخر : سمعت أبي يقول : ما كان أحد [ ص: 177 ] أعلم بحديث أهل الشام من إسماعيل بن عياش ، لو ثبت على حديث أهل الشام ، ولكنه خلط في حديثه عن أهل العراق ، وحدثنا عنه عبد الرحمن ، ثم ضرب على حديثه ، قال : وسمعت أبي يقول : إسماعيل بن عياش عندي ضعيف ، وحدث عنه عبد الرحمن بن مهدي قديما وتركه .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة : إسماعيل بن عياش ، ثقة عند يحيى بن معين وأصحابنا فيما روى عن الشاميين خاصة ، وفي روايته عن أهل العراق وأهل المدينة اضطراب كبير ، وكان عالما بناحيته .

                                                                          وقال البخاري : إذا حدث عن أهل بلده فصحيح ، وإذا حدث عن غير أهل بلده ، ففيه نظر .

                                                                          وقال في موضع آخر : ما روى عن الشاميين فهو أصح .

                                                                          وكذلك قال أبو بشر الدولابي .

                                                                          وقال أحمد بن أبي الحواري : سمعت وكيعا يقول : قدم علينا إسماعيل بن عياش ، فأخذ مني أطرافا لإسماعيل بن أبي خالد ، فرأيته يخلط في أخذه ، وقال : قال لي وكيع : يروون عندكم عنه ؟ فقلت : أما الوليد ومروان فيروون عنه ، [ ص: 178 ] وأما الهيثم بن خارجة ومحمد بن إياس ، فكأنهم . قال : وأي شيء الهيثم وابن إياس ؟ ! إنما أصحاب البلد الوليد ومروان ! .

                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : سألت أبا مسهر عن إسماعيل بن عياش وبقية ، فقال : كل كان يأخذ عن غير ثقة ، فإذا أخذت حديثهم عن الثقات ، فهو ثقة . قال الجوزجاني : أما إسماعيل بن عياش ، فقلت لأبي اليمان : ما أشبه حديثه بثياب سابور ، يرقم على الثوب المائة وأقل شرائه دون عشرة ، قال : كان من أروى الناس عن الكذابين ، وهو في حديث الثقات من الشاميين أحمد منه في حديث غيرهم .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عن إسماعيل بن عياش ، فقال : هو لين ، يكتب حديثه ، لا أعلم أحدا كف عنه إلا أبو إسحاق الفزاري .

                                                                          وقال مسلم : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، قال : أخبرنا زكريا بن عدي ، قال : قال لي أبو إسحاق الفزاري : اكتب عن بقية ما روى عن المعروفين ، ولا تكتب [ ص: 179 ] عنه ما روى عن غير المعروفين ، ولا تكتب عن إسماعيل بن عياش ، ما روى عن المعروفين ولا غيرهم .

                                                                          وقال أبو جعفر العقيلي : حدثنا محمد بن إسماعيل - يعني الصائغ - قال : حدثنا الحسن بن علي - يعني الحلواني - قال : حدثنا أبو صالح الفراء ، قال : قلت لأبي إسحاق الفزاري : إني أريد مكة ، وأريد أن أمر بحمص ، وثم رجل يقال له : إسماعيل بن عياش فأسمع منه ؟ قال : لا ، ذاك رجل لا يدري ما يخرج من رأسه . قال أبو صالح : كان الفزاري قد روى عن إسماعيل بن عياش ، ثم تركه ، وذلك أن رجلا جاء إلى أبي إسحاق ، فقال : يا أبا إسحاق . ذكرت عند إسماعيل بن عياش ، فقال إسماعيل : أيما رجل لولا أنه شكي .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : أحاديث من أحاديث الحجاز ليحيى بن سعيد ، ومحمد بن عمرو ، وهشام بن عروة ، وابن جريج ، وعمر بن محمد ، وعبيد الله الوصافي ، وغير ما ذكرت من حديثهم ، ومن حديث العراقيين ، إذا رواه ابن عياش عنهم ، فلا يخلو من غلط يغلط فيه ، إما أن يكون حديثا برأسه ، أو [ ص: 180 ] مرسلا يوصله ، أو موقوفا يرفعه ، وحديثه عن الشاميين إذا روى عنه ثقة فهو مستقيم ، وفي الجملة إسماعيل بن عياش ممن يكتب حديثه ويحتج به في حديث الشاميين خاصة .

                                                                          قال محمد بن عوف الطائي ، عن يزيد بن عبد ربه : كان مولد إسماعيل بن عياش سنة اثنتين ومائة .

                                                                          وقال سعيد بن عمرو السكوني ، عن بقية بن الوليد : ولد - يعني إسماعيل بن عياش - سنة خمس ومائة ، وولدت سنة عشر ومائة .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي ، عن يزيد بن عبد ربه : ولد إسماعيل بن عياش سنة ست ومائة .

                                                                          وكذلك قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه .

                                                                          وقال عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي ، [ ص: 181 ] عن أبيه : قال لي ابن عيينة : مولد ابن عياش قبلي ، سنة ست . قال : وكيف ذهب عنه أصحابنا ، ومولدي سنة ثمان ، قال : قلت : يا أبا محمد وأنت بكرت .

                                                                          وقال أبو التقى هشام بن عبد الملك ، عن بقية : مولد إسماعيل بن عياش سنة ثمان ومائة ، ومولدي سنة اثنتي عشرة ومائة .

                                                                          وقال حيوة بن شريح الحضرمي ، ويزيد بن عبد ربه ، وأحمد بن حنبل ، والحجاج بن محمد الخولاني ، ومحمد بن مصفى ، وغير واحد : مات سنة إحدى وثمانين ومائة .

                                                                          قال الخولاني : يوم الثلاثاء لست مضت من جمادى .

                                                                          وقال ابن مصفى : يوم الثلاثاء لثمان خلون من ربيع الأول .

                                                                          وقال عمرو بن عثمان الحمصي : مات سنة إحدى أو اثنين وثمانين ومائة .

                                                                          وقال محمد بن سعد ، وأبو مسلم الواقدي ، وأبو حسان الزيادي ، وخليفة بن خياط ، وأبو عبيد القاسم بن سلام : مات سنة اثنتين وثمانين ومائة .

                                                                          روى له البخاري في كتاب " رفع اليدين في الصلاة " وغيره ، والباقون ، سوى مسلم .

                                                                          [ ص: 182 ]

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية