الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          598 - (ت) : أيمن بن خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن فاتك ، وهو القليب ، وقيل : ابن القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة الأسدي ، أو عطية الشامي الشاعر ، ابن أخي سبرة بن فاتك .

                                                                          مختلف في صحبته .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (ت) " في شهادة الزور " ، يقال : مرسل . وعن أبيه خريم بن فاتك ، وعمه سبرة بن فاتك ، ولهما صحبة .

                                                                          روى عنه : عامر الشعبي ، وعبد الملك بن عمير ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، وفاتك بن فضالة (ت) ، من رواية سفيان بن زياد العصفري (ت) عنه ، وقد اختلف فيه على سفيان بن زياد .

                                                                          [ ص: 444 ] ذكره أبو عبد الله بن منده ، وغيره ، في الصحابة .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : تابعي ، ثقة ، رجل صالح .

                                                                          وقال أبو عبيد الله المرزباني في " طبقات الشعراء " : كان أبرص ولأبيه صحبة . وقيل : إن لأيمن أيضا صحبة ، وله مع عمر بن الخطاب خبر ، ورثى عثمان بن عفان .

                                                                          وقال عبد الله بن عثمان عبدان ، عن أبي حمزة ، عن إسماعيل ، عن عامر : قال مروان لأيمن بن خريم : ألا تخرج تقاتل ؟ قال : لا ، إن أبي وعمي شهدا بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنهما عهدا إلي أن لا أقاتل إنسانا يشهد أن لا إله إلا الله ، فإن أتيتني ببراءة من النار ، قاتلت معك . قال : اذهب فلا حاجة لنا فيك .

                                                                          فقال أيمن بن خريم :

                                                                          [ ص: 445 ]

                                                                          ولست بقاتل رجلا يصلي على سلطان آخر من قريش     له سلطانه وعلي إثمي
                                                                          معاذ الله من جهل وطيش     أأقتل مسلما في غير شيء
                                                                          فليس بنافعي ما عشت عيشي



                                                                          أخبرنا بذلك شيخ الإسلام أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة المقدسي ، قال : أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام . وأخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر . وأبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسيان ، قالا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ، قال : أخبرنا الحافظ أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ، قالا : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي ، قال : حدثنا أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي ، قال : أخبرنا أبو الموجه محمد بن عمرو ، قال : أخبرنا عبدان ، فذكره .

                                                                          وقال محمد بن سعد ، عن الواقدي : هذا مما لا يعرف ، لا من أبيه ولا من عمه أنهما شهدا بدرا .

                                                                          وقال المفضل بن غسان الغلابي : كان الواقدي ينكر هذا ، وغيره من علمائنا ، أشد الإنكار ، وقالوا : أهل بدر أعرف من ذلك ، لا يستطاع الزيادة فيهم ولا النقصان .

                                                                          وقال أبو القاسم : كان يسكن دمشق ، في محلة القصاعين ، ثم تحول إلى الكوفة .

                                                                          [ ص: 446 ] روى له الترمذي حديثا واحدا ، أخبرنا به أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسيان ، وأبو الغنائم المسلم بن محمد بن المسلم بن علان ، وأبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب . قالوا : أخبرنا أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج البغدادي ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا مروان بن معاوية الفزاري ، قال : أخبرنا سفيان بن زياد ، عن فاتك بن فضالة ، عن أيمن بن خريم ، قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا ، فقال : " يا أيها الناس ، عدلت شهادة الزور إشراكا بالله " ثلاثا . ثم قرأ : فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور .

                                                                          رواه الترمذي ، عن أحمد بن منيع البغوي ، عن مروان به . وقال : غريب ، إنما نعرفه من حديث سفيان بن زياد . وقد اختلف في رواية هذا الحديث عنه ، ولا نعرف لأيمن بن خريم سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم . خالفه محمد بن عبيد الطنافسي ، وأخوه يعلى بن عبيد ، عن سفيان بن زياد .

                                                                          وبه : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، [ ص: 447 ] قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا سفيان العصفري ، عن أبيه عن حبيب بن النعمان الأسدي ، ثم أحد بني عمرو بن أسد ، عن خريم بن فاتك الأسدي ، قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صلاة الصبح ، فلما انصرف قام قائما ، فقال : " عدلت شهادة الزور الإشراك بالله " ثم تلا هذه الآية واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به .

                                                                          رواه أبو داود ، عن يحيى بن موسى البلخي . ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة ، كلاهما : عن محمد بن عبيد ، به .

                                                                          قال عباس بن محمد الدوري : سمعت يحيى بن معين يقول في حديث خريم بن فاتك : الحديث كما حدث به محمد بن عبيد ، ومروان بن معاوية لم يقم بإسناده .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية