الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 123 ] كتاب النساء

                                                                          باب الألف

                                                                          7780 - (ع) : أسماء بنت أبي بكر الصديق ، زوجة الزبير بن العوام ، وهي شقيقة عبد الله بن أبي بكر . أمهما أم العزى قيلة ، ويقال : قتيلة بنت عبد العزى بن عبد أسعد بن جابر ، وقيل : نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي .

                                                                          كان إسلامها قديما بمكة ، وهاجرت إلى المدينة ، وهي حامل بعبد الله بن الزبير .

                                                                          روت عن : النبي صلى الله عليه وسلم ( ع ) .

                                                                          روى عنها : تدرس جد أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي ، مولى حكيم بن حزام ، وطلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، وعباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير ( م س ) ، وعباد بن عبد الله بن الزبير ( ع ) ، وابنها عبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عباس ( م ) ، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ( ع ) ، وعبد الله بن عروة بن الزبير ، ومولاها عبد الله بن كيسان ( خ م د س ق ) .

                                                                          وابنها عروة بن الزبير
                                                                          ( خ م د س ) ، والقاسم بن محمد الثقفي ، ومرزوق الثقفي ( بخ ) خادم عبد الله بن الزبير ، ومسلم المقرئ ( م ) ، وأبو نوفل بن أبي عقرب ( م ) ، وأبو واقد الليثي ، وصفية بنت شيبة ( خ م س ق ) ، وفاطمة بنت المنذر بن [ ص: 124 ] الزبير ( ع ) .

                                                                          وكانت تسمى ذات النطاقين ، وإنما قيل لها ذلك ; لأنها صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم سفرة حين أراد الهجرة إلى المدينة ، فعسر عليها ما تشدها به ، فشقت خمارها ، فشدت السفرة بنصفه ، وانتطقت بالنصف الثاني ، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذات النطاقين .

                                                                          هكذا ذكر محمد بن إسحاق ، وغيره . وقال الزبير بن بكار في هذا الخبر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة ، فقيل لها : ذات النطاقين .

                                                                          وقال الأسود بن شيبان ، عن أبي نوفل بن أبي عقرب : قالت أسماء للحجاج : كيف تعيره بذات النطاقين ؟ يعني : ابنها عبد الله . أجل قد كان لي نطاق أغطي به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمل ، ونطاق لا بد للنساء منه .

                                                                          وقال أبو عمر بن عبد البر : لما بلغ ابن الزبير أن الحجاج يعيره بابن ذات النطاقين أنشد قول الهذلي :


                                                                          وعيرها الواشون أني أحبها وتلك شكاة نازح عنك عارها     فإن اعتذر منها فإني مكذب
                                                                          وإن تعتذر يردي عليك اعتذارها



                                                                          قال : وزعم ابن إسحاق أن أسماء بنت أبي بكر أسلمت بعد [ ص: 125 ] إسلام سبعة عشر إنسانا .

                                                                          قال : وتوفيت أسماء بمكة في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير بيسير ، لم تلبث بعد إنزاله من الخشبة ودفنه إلا ليالي ، وكانت قد ذهب بصرها .

                                                                          واختلف في مكثها بعد ابنها عبد الله ، فقيل : عاشت بعده عشرة أيام ، وقيل : عشرين يوما ، وقيل : بضعة وعشرين يوما . حتى أتى جواب عبد الملك ، فأنزل ابنها من الخشبة . وماتت ، وقد بلغت مائة سنة .

                                                                          وقال هشام بن عروة ، عن أبيه : كانت أسماء قد بلغت مائة سنة ، لم يسقط لها سن ، ولم ينكر لها عقل .

                                                                          روى لها الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية