الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          7864 - ( خ د س) : سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشية العامرية ، أم المؤمنين .

                                                                          يقال : كنيتها أم الأسود .

                                                                          وأمها الشموس بنت قيس بن زيد بن عمرو بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار .

                                                                          تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موت خديجة ، وكانت قبله عند السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو .

                                                                          روت عن : النبي صلى الله عليه وسلم ( خ د س ) .

                                                                          روى عنها : عبد الله بن عباس ( خ س ) ، ويحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد ( د ) ، ويقال : ابن أسعد بن زرارة الأنصاري .

                                                                          قال أبو عمر بن عبد البر : تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد [ ص: 201 ] موت خديجة وقبل العقد على عائشة . هذا قول قتادة وأبي عبيدة ، وكذلك روى عقيل عن ابن شهاب الزهري أنه تزوج سودة قبل عائشة .

                                                                          وقال عبد الله بن محمد بن عقيل : تزوجها بعد عائشة ، وكذلك قال يونس عن ابن شهاب . ولا خلاف أنه لم يتزوجها إلا بعد موت خديجة . وكانت قبله تحت ابن عم لها يقال له : السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو من بني عامر بن لؤي .

                                                                          وكانت امرأة ثقيلة ثبطة ، وأسنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهم بطلاقها ، فقالت له : لا تطلقني ، وأنت في حل من شأني ، فإنما أريد أن أجتبر في أزواجك ، وإني قد وهبت يومي لعائشة ، وإني لا أريد ما تريد النساء . فأمسكها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي عنها مع سائر من توفي عنهن من أزواجه ، وفي سودة نزلت ( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا ) .

                                                                          وقال هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : ما من امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة إلا أن بها حدة تسرع منها الفيئة .

                                                                          قال أحمد بن أبي خيثمة : توفيت في آخر زمان عمر بن الخطاب .

                                                                          [ ص: 202 ] روى لها البخاري ، وأبو داود ، والنسائي .

                                                                          أخبرنا أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان - قالوا : أخبرنا حنبل ، قال : أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا ابن نمير ، عن إسماعيل ، عن عامر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن سودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : ماتت شاة لنا فدبغنا مسكها ، فما زلنا ننبذ فيه حتى صار شنا .

                                                                          رواه البخاري ، عن محمد بن مقاتل ، عن عبد الله بن المبارك
                                                                          .

                                                                          ورواه النسائي ، عن محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة ، عن الفضل بن موسى جميعا : عن إسماعيل بن أبي خالد ، فوقع لنا عاليا .

                                                                          رواه مغيرة ( س ) ، عن الشعبي ، عن ابن عباس .

                                                                          أخبرنا أبو محمد عبد الواسع بن عبد الكافي الأبهري ، قال : أنبأنا عبد المجيب بن أبي القاسم بن أبي حرب بن زهير الحربي ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص ، قال : أخبرنا رضوان بن أحمد الصيدلاني ، قال : أخبرنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، قال : حدثنا يونس بن بكير ، عن [ ص: 203 ] محمد بن إسحاق ، قال : حدثني عبد الله بن أبي بكر ، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة ، قال : قدم بالأسارى حين قدم بهم المدينة ، وسودة ابنة زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند آل عفراء في مناحتهم على عوف ومعوذ ابني عفراء ، وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب .

                                                                          قالت سودة : فوالله إني لعندهم إذ أتينا فقيل : هؤلاء الأسارى قد أتي بهم ، فرجعت إلى بيتي ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وإذا أبو يزيد سهيل بن عمرو في ناحية الحجرة يداه مجموعتان إلى عنقه بحبل ، فوالله ما ملكت حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلت : إي أبا يزيد أعطيتهم بأيديكم ، ألا متم كراما ؟! فما انتبهت إلا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت : يا سودة ، أعلى الله وعلى رسوله ؟

                                                                          فقلت : يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق ما ملكت حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه بالحبل أن قلت ما قلت
                                                                          .

                                                                          رواه أبو داود ، عن محمد بن عمرو الرازي ، عن سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق ، فوقع لنا عاليا .

                                                                          وهذا جميع ما لها عندهم ، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية