الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          7908 - 4 : الفريعة بنت مالك بن سنان الخدرية الأنصارية ، أخت أبي سعيد الخدري ، ويقال لها : الفارعة ، وأختها حبيبة بنت عبد الله بن أبي بن سلول ، شهدت بيعة الرضوان مع [ ص: 267 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          روى حديثها سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة (4 ) ، عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة ، وكانت تحت أبي سعيد الخدري ، عنها .

                                                                          روى لها الأربعة ، وقد وقع لنا حديثها بعلو .

                                                                          أخبرنا به المشايخ الثلاثة بالإسناد المذكور آنفا عن عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سعد بن إسحاق ، قال : حدثتني زينب بنت كعب ، عن فريعة بنت مالك ، قال : خرج زوجي في طلب أعلاج له ، فأدركهم بطرف القدوم ، فقتلوه ، فأتاني نعيه ، وأنا في دار شاسعة من دور أهلي . فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكرت ذلك له ، فقلت : إن نعي زوجي أتاني في دار شاسعة من دور أهلي ، ولم يدع لي نفقة ولا مالا ورثته ، وليس المسكن له . فلو تحولت إلى أهلي وإخوتي كان أرفق بي في بعض شأني ! قال : تحولي .

                                                                          فلما خرجت إلى المسجد أو إلى الحجرة دعاني ، أو أمر بي فدعيت ، فقال : امكثي في بيتك الذي أتاك فيه نعي زوجك حتى يبلغ الكتاب أجله . قال : فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشرا . قالت : فأرسل إلي عثمان ، فأخبرته ، فقضى به
                                                                          .

                                                                          وأخبرنا به أيضا أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي ، وفاطمة بنت عبد الله ; قال محمود : أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه ، [ ص: 268 ] وقالت فاطمة : أخبرنا أبو بكر بن ريذة - قالا : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز ، وأبو مسلم الكشي ، قالا : حدثنا القعنبي ، عن مالك ، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة ، عن عمته زينب بنت كعب ، عن فريعة بنت مالك - أن زوجها أصيب بطرف القدوم ، فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن تأتي أهلها ، فأذن لها ، ثم قال : لا ، حتى يبلغ الكتاب أجله .

                                                                          وأخبرنا به أيضا أبو الحسن ابن البخاري ، وأبو إسحاق ابن الواسطي ، وأبو غالب مظفر بن عبد الصمد بن خليل بن مقلد ابن الصائغ الأنصاري ، وأبو محمد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن يعيش ابن المالكي - قالوا : أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني ، قال : أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الإسفراييني ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان الأزدي المصري بدمشق ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس الإخميمي بانتقاء عبد الغني بن سعيد الحافظ ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن زبان بن حبيب الحضرمي ، قال : حدثنا محمد بن رمح ، قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن يزيد بن محمد ، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة ، عن عمته زينب ابنة كعب ، عن الفريعة ابنة مالك أخت أبي سعيد الخدري - أن زوجها تكارى علوجا ليعملوا له عملا فقتلوه ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالت : إني لست في مسكن [ ص: 269 ] له ، ولا يجري علي منه رزق ، أفأنتقل إلى أهلي ويتاماي فأقوم عليهم ؟ قال : افعلي . ثم بدا له ، فقال : اعتدي حيث بلغك الخبر .

                                                                          قال عبد الغني بن سعيد : هذا حديث غريب من حديث يزيد بن محمد ، لا أعلم حدث به عنه إلا يزيد بن أبي حبيب .

                                                                          رواه أبو داود ، عن القعنبي ، فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          ورواه الترمذي ، عن محمد بن بشار ، عن يحيى بن سعيد ، فوقع لنا بدلا عاليا . عن إسحاق بن موسى ، عن معن ، عن مالك ، فوقع لنا عاليا بدرجتين . وقال : حسن صحيح .

                                                                          ورواه النسائي ، عن قتيبة ، عن الليث ، فوقع لنا بدلا عاليا . ومن طرق أخر عن سعد بن إسحاق .

                                                                          ورواه ابن ماجه ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن أبي خالد الأحمر ، عن سعد بن إسحاق .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية