[ ص: 218 ]  41 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله عليه السلام من نهيه أمته أن يقولوا : ما شاء الله وشاء محمد ، وأمره إياهم أن يقولوا مكان ذلك : ما شاء الله ، ثم ما شاء محمد 
 235  - حدثنا  إبراهيم بن أبي داود  ، حدثنا  أحمد بن خالد الوهبي  ، حدثنا  شيبان يعني النحوي  ، عن الأجلح  ، عن  يزيد بن الأصم  ، عن  ابن عباس  قال : { جاء رجل إلى النبي عليه السلام فراجعه في بعض الكلام فقال : ما شاء الله عز وجل وشئت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجعلتني مع الله عدلا ، لا ، بل ما شاء الله وحده   } . 
 236  - حدثنا  إبراهيم بن مرزوق  ، حدثنا  عفان بن مسلم  ، عن  شعبة  ، قال  منصور بن المعتمر   : أنبأني قال : سمعت عبد الله بن يسار  عن  حذيفة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا تقولوا :  [ ص: 219 ] ما شاء الله ، وشاء فلان ، ولكن قولوا : ما شاء الله ، ثم شاء فلان   } . 
 237  - حدثنا  أبو أمية  ، حدثنا  علي بن بحر القطان  ، حدثنا  هشام بن يوسف  ، عن  معمر  ، عن  عبد الملك بن عمير  ، عن  جابر بن سمرة  قال : { رأى رجل من أصحاب النبي عليه السلام في النوم قوما من اليهود ، فأعجبته هيئتهم فقال : إنكم قوم لولا أنكم تقولون : عزير  ابن الله ؟ قال : وأنتم قوم لولا أنكم تقولون : ما شاء الله ، وشاء محمد  ، ثم إنه رأى قوما من النصارى فأعجبته هيئتهم فقال : إنكم قوم لولا أنكم تقولون : المسيح  ابن الله . قال : وإنكم قوم لولا أنكم تقولون : ما شاء الله وشاء محمد   . فلما أصبح قص ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي عليه السلام : قد كنت أسمعها منكم فتؤذيني . فلا تقولوا : ما شاء الله وشاء محمد  ، ولكن قولوا : ما شاء الله ، ثم شاء محمد    } . 
 238  - حدثنا صالح بن شعيب بن أبان البصري أبو شعيب  ،  [ ص: 220 ] حدثنا  مسدد  ، حدثنا  يحيى وهو ابن سعيد  ، عن  المسعودي  قال : حدثني  معبد بن خالد  ، عن عبد الله بن يسار  ، عن  قتيلة بنت صيفي الجهنية  قالت : { أتى حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد  ، نعم القوم أنتم ، لولا أنكم تشركون . قال : سبحان الله ، وما ذاك ؟ قال : تقولون إذا حلفتم : والكعبة ، فأمهل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : إنه يقال فمن حلف منكم فليحلف برب الكعبة ، ثم قال : يا محمد  ، نعم القوم أنتم لولا أنكم تجعلون لله ندا . قال : سبحان الله ، قال : تقولون : ما شاء الله وشاء فلان . فأمهل رسول الله عليه السلام ، ثم قال : إنه قد قال من قال . فمن قال : ما شاء الله فليقل معها ، ثم شئت   } . 
 239  - حدثنا فهد  ، حدثنا  موسى بن داود  ، حدثنا  المسعودي  ، عن  معبد بن خالد  ، عن عبد الله بن يسار الجهني  ، عن  قتيلة بنت صيفي الجهني  ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . 
قال  أبو جعفر   : فكان فيما روينا في هذا الباب عن رسول الله  [ ص: 221 ] صلى الله عليه وسلم { نهيه أمته أن يقولوا : ما شاء الله وشئت ، وأمره إياهم أن يقولوا مكان ذلك : ما شاء الله ، ثم شئت } . 
قال قائل : فإن في كتاب الله تعالى ما قد دل على إباحة هذا المحظور في هذه الأحاديث ، ثم ذكر قوله تعالى : أن اشكر لي ولوالديك  ولم يقل : ثم لوالديك ، فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله أن هذا مما كان مباحا قبل نهي رسول الله عليه السلام عن مثله في هذه الأحاديث ، ثم نهى عما نهى عنه في هذه الأحاديث ، فكان ذلك نسخا لما قد كان مباحا مما قد تلوته قبل ذلك ، ومذهبنا أن السنة قد تنسخ القرآن ؛ لأن كل واحد منهما من عند الله ينسخ ما شاء منهما بما شاء منهما ، ولأنا قد وجدنا كتاب الله قد دلنا على ذلك ، وهو قوله فيه : واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم  الآية ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك : { خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا : البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام ، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم } . 
 240  - كما قد حدثنا  إبراهيم بن أبي داود  ، حدثنا  علي بن الجعد  ، أخبرنا  شعبة  ، عن  قتادة  ، عن  الحسن  ، عن حطان بن عبد الله  ، عن  عبادة بن الصامت  ، { عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا : البكر بالبكر ، والثيب بالثيب ، البكر يجلد وينفى ، والثيب يجلد ويرجم   } . 
 241  - وكما قد حدثنا  يونس  ، حدثنا  أسد بن موسى  ، حدثنا  [ ص: 222 ]  شعبة  ، عن  قتادة  ، عن  الحسن  ، عن حطان الرقاشي  ، عن  عبادة  ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله . 
 242  - وكما قد حدثنا صالح بن عبد الرحمن الأنصاري  ، حدثنا  سعيد بن منصور  ، حدثنا  هشيم  ، أخبرنا  منصور  ، عن  الحسن  ، حدثنا حطان  ، عن  عبادة  قال : قال رسول الله عليه السلام : { خذوا عني فقد جعل الله لهن سبيلا : البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام ، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم   } . 
قال  أبو جعفر   : أفلا ترى أن الله تعالى قد قال في كتابه في اللاتي يأتين الفاحشة ما قال ، ثم قال : أو يجعل الله لهن سبيلا  فكان حدهن قبل أن يجعل لهن سبيلا ما ذكره في هذه الآية ، ثم جعل لهن سبيلا فيها حدا يخالف ذلك الحد المذكور في تلك الآية ، فدل ذلك أن السنة قد تنسخ القرآن كما ينسخ القرآن القرآن ، وبالله التوفيق . 
				
						
						
