الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 106 ] 16 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أمر به في السير على الإبل في حال الخصب وفي حال الجدب

113 - حدثنا عبد الرحمن بن الجارود ، حدثنا رويم المقرئ اللؤلؤي قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، أخبرني أنس أن رسول الله عليه السلام قال : { إذا أخصبت الأرض فانزلوا عن ظهركم ، فأعطوه حقه من الكلأ ، وإذا أجدبت الأرض فامضوا عليها بنقيها ، وعليكم بالدلجة ؛ فإن الأرض تطوى بالليل } .

114 - حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث ، حدثني عقيل ، عن ابن شهاب ، عن رسول الله صلى الله [ ص: 107 ] عليه وسلم مثله ، ولم يذكر أنس بن مالك فيه .

قال أبو جعفر : فتأملنا هذا الحديث فوجدنا فيه أمر رسول الله عليه السلام في حال الخصب بالنزول عن الظهر ، ليأخذ حاجته من الكلأ ، وأمره في حال الجدب بالمضي عليه بنقيه ، وهو مخير ، وأمرهم مع ذلك أن يكون مسيرهم عليه في الليل ؛ لأن الأرض تطوى فيه ، فتكون المسافات فيه على الظهر دون المسافات في غير الليل ، وقد روي عنه في ذلك أيضا مما يدخل في هذا المعنى .

115 - ما قد حدثنا أبو أمية ، حدثنا خالد بن مخلد ، حدثنا مالك ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله عليه السلام : { إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها ، وعليكم بالدلجة ، فإن الأرض تطوى بالليل } .

[ ص: 108 ]

116 - وما حدثنا محمد بن خزيمة ، حدثنا حجاج بن منهال الأنماطي ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أن رسول الله عليه السلام قال : { إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها ، وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا السير ، وإذا أردتم التعريس فتنكبوا الطريق } .

قال أبو جعفر : فكان معنى حديث أبي أمية على القصد إلى السير عليها في الليل ، وكان في حديث ابن خزيمة ما قد دل على ذلك بذكره التعريس ، والتعريس في هذا المعنى إنما يكون في الليل لا في النهار .

التالي السابق


الخدمات العلمية