[ ص: 83 ] مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن يا كريم
أخبرنا الإمام الحافظ أبو محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسين الشافعي قراءة عليه قال : أخبرنا الفقيه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي ، وحدثني أبي وأبو الحسن علي بن سليمان المرادي ، عن زاهر ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي الحافظ رحمه الله ، قال : الحمد لله الواحد ، القديم ، الماجد ، العظيم ، الواسع ، العليم ، الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم ، وعلمه أفضل تعليم ، وكرمه على كثير ممن خلق أبين تكريم . أحمده ، وأستعينه ، وأعوذ به من الزلل ، وأستهديه لصالح القول والعمل ، وأسأله أن يصلي على النبي المصطفى ، الرسول الكريم المجتبى ، محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، ويسلم كثيرا .
أما بعد فإن الله - جل ثناؤه وتقدست أسماؤه - بفضله ولطفه وفقني لتصنيف كتب مشتملة على أخبار مستعملة في أصول الدين وفروعه ، والحمد لله على ذلك كثيرا . ثم إني [ ص: 84 ] أحببت تصنيف كتاب جامع أصل الإيمان وفروعه وما جاء من الأخبار في بيانه وحسن القيام به لما في ذلك من الترغيب والترهيب ، فوجدت الحاكم أبا عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي - رحمنا الله وإياه - أورد في " كتاب المنهاج المصنف في شعب الإيمان " المشار إليها في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من حقيقة كل واحدة من شعبه ، وبيان ما يحتاج إليه مستعمله من فرضه وسننه وأدبه وما جاء في معناه من الأخبار والآثار - ما فيه كفاية ، فاقتديت به في تقسيم الأحاديث على الأبواب ، وحكيت من كلامه عليها ما تبين به المقصود من كل باب ، إلا أنه - رضي الله عنه - اقتصر في ذلك على ذكر المتون وحذف الإسناد تحريا للاختصار ، وأنا - على رسم أهل الحديث - أحب إيراد ما أحتاج إليه من المسانيد والحكايات بأسانيدها ، والاقتصار على ما لا يغلب على القلب كونه كذبا . ففي الحديث الثابت عن سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " . وحكينا عن الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي - رحمه الله تعالى - روايته عن أنه قال : حدثني سفيان بن عيينة يوما بحديث فقلت : هاته بلا إسناد ، فقال الزهري : أترقى السطح بلا سلم! [ ص: 85 ] الزهري
وقد ذكرت إسناد هذا الحديث وهذه الحكاية في " كتاب المدخل " ، وأوردت في " كتاب الأسماء والصفات " و " كتاب الإيمان " و " القدر " و " الرؤية " و " دلائل النبوة " ، و " البعث والنشور " و " عذاب القبر " و " الدعوات " ، ثم في الكتب المخرجة في السنن على ترتيب مختصر أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني - رحمه الله - من الأخبار والآثار - ما وقعت الحاجة إليه في كل باب : فاقتصرت في هذا الكتاب على إخراج ما يتبين به بعض المراد وأحلت الباقي على هذه الكتب خوفا من الملال في الإطناب . واستعنت بالله - عز وجل - في ذلك وفي جميع أموري استعانة من لا حول له ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . [ ص: 86 ]
مقدمة
- مقدمة
- باب ذكر الحديث الذي ورد في شعب الإيمان
- باب حقيقة الإيمان
- باب الدليل على أن التصديق بالقلب ، والإقرار باللسان أصل الإيمان ، وأن كلاهما شرط في النقل عن الكفر عند عدم العجز
- باب الدليل على أن الطاعات كلها إيمان
- باب الدليل على أن الإيمان والإسلام على الإطلاق عبارتان عن دين واحد
- باب القول في زيادة الإيمان ونقصانه ، وتفاضل أهل الإيمان في إيمانهم
- باب الاستثناء في الإيمان
- باب القول في إيمان المقلد والمرتاب
- باب القول فيمن يكون مؤمنا بإيمان غيره
- باب القول فيمن يصح إيمانه ، أو لا يصح
- باب الدعاء إلى الإسلام
- الثاني من شعب الإيمان ، وهو باب في الإيمان برسل الله صلوات الله عليهم عامة
- الخامس من شعب الإيمان ، وهو باب في القدر خيره وشره من الله عز وجل
- السادس من شعب الإيمان ، وهو باب في الإيمان باليوم الآخر
- السابع من شعب الإيمان ، وهو باب في الإيمان بالبعث والنشور بعد الموت
- الثالث عشر من شعب الإيمان وهو باب التوكل بالله عز وجل والتسليم لأمره تعالى في كل شيء
- السادس عشر من شعب الإيمان باب في شح المرء بدينه حتى يكون القذف في النار أحب إليه من الكفر
- السادس والعشرون من شعب الإيمان وهو باب في الجهاد
- السابع والعشرون من شعب الإيمان وهو باب في المرابطة في سبيل الله عز وجل
- الثامن والعشرون من شعب الإيمان وهو باب في الثبات للعدو وترك الفرار من الزحف
- من شعب الإيمان وهو باب في أداء خمس المغنم إلى الإمام أو عامله على الغانمين
- الثلاثون من شعب الإيمان وهو باب في العتق ووجه التقرب إلى الله عز وجل
- الحادي والثلاثون من شعب الإيمان وهو باب في الكفارات الواجبات بالجنايات
- الثاني والثلاثون من شعب الإيمان وهو باب في الإيفاء بالعقود
- الخامس والثلاثون من شعب الإيمان وهو باب في الأمانات
- السادس والثلاثون من شعب الإيمان وهو باب في تحريم النفوس
- الحادي والأربعون من شعب الإيمان وهو باب في تحريم الملاعب والملاهي
- الثاني والأربعون من شعب الإيمان وهو باب في الاقتصاد في النفقة وتحريم أكل المال بالباطل
- الثالث والأربعون من شعب الإيمان وهو باب في الحث على ترك الغل والحسد
- الخامس والأربعون من شعب الإيمان وهو باب في إخلاص العمل لله عز وجل وترك الرياء
- السادس والأربعون من شعب الإيمان وهو باب في السرور بالحسنة والاغتمام بالسيئة
- الثامن والأربعون من شعب الإيمان وهو باب في القرابين والإبانة عن معناها وغرضها وجملته الهدي والأضحية والعقيقة
- الحادي والخمسون من شعب الإيمان وهو باب في الحكم بين الناس
- الثالث والخمسون من شعب الإيمان وهو باب في التعاون على البر والتقوى
- السادس والخمسون من شعب الإيمان وهو باب في صلة الأرحام
- الثامن والخمسون من شعب الإيمان " وهو باب في الإحسان إلى المماليك "
- التاسع والخمسون من شعب الإيمان " وهو باب في حق السادة على المماليك "
- الستون من شعب الإيمان " وهو باب في حقوق الأولاد والأهلين "
- الثاني والسبعون من شعب الإيمان وهو باب في الغيرة والمذاء
- الثالث والسبعون من شعب الإيمان وهو باب في الإعراض عن اللغو
- الرابع والسبعون من شعب الإيمان وهو باب في الجود والسخاء
- الخامس والسبعون من شعب الإيمان وهو باب في رحم الصغير وتوقير الكبير
جزء
التالي
صفحة
السابق
السابق