الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثامن عشر في سرية عكاشة بن محصن [بن حرثان الأسدي] رضي الله تعالى عنه

                                                                                                                                                                                                                              إلى غمر مرزوق ، ماء لبني أسد ،
                                                                                                                                                                                                                              في شهر ربيع الأول سنة ست ، روى محمد بن عمر رحمه الله تعالى عن القاسم بن محمد رحمه الله تعالى قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عكاشة بن محصن في أربعين رجلا منهم ثابت بن أقرم ، وذكر ابن عائذ أنه كان الأمير ، وشجاع بن وهب ، ويزيد بن رقيش [ابن رئاب بن يعمر] زاد ابن عائذ : ولقيط بن أعصم حليف بني عمرو بن عروة ، ثم من بني معاوية بن مالك بن بلي . فخرج سريعا يغذ السير ، ونذر القوم بهم ، فهربوا من مالهم ، فنزلوا علينا بلادهم ، فانتهوا إلى الماء . فوجد الدار خلوفا . فبعث شجاع بن وهب طليعة يطلبون خبرا ، أو يرون أثرا ، فرجع شجاع بن وهب ، فأخبره أنه رأى أثر نعم قريبا ، فتحملوا فأصابوا ربيئة لهم قد نظروا ليلة يسمع الصوت ، فلما أصبح قام ، فأخذوه وهو نائم ، فقالوا : أتخبر عن الناس ؟ قال : وأين الناس ؟ قد لحقوا بعليا بلادهم . قالوا :

                                                                                                                                                                                                                              فالنعم ؟ قال : ما معهم . فضربه أحدهم بسوط في يده فقال : أتؤمنوني على دمي وأطلعكم على نعم لبني عم له لم يعلموا بمسيركم إليهم . قالوا : نعم . فآمنوه ، فانطلقوا معه ، فأمعن حتى خافوا أن يكون ذلك غدرا منه لهم؛ فقالوا : والله لتصدقنا أو لنضربن عنقك . فقال : تطلعون عليهم من هذا الظريب ، فدنوا ، فإذا نعم رواتع فأغاروا عليها وأصابوها ، وهربت الأعراب في كل وجه ، ونهى عكاشة عن الطلب . واستاقوا مائتي بعير ، فحدروها إلى المدينة ، وأرسلوا الرجل . وقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يصب منهم أحد ولم يلقوا كيدا .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية