الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السابع والستون في وفود عدي بن حاتم إليه صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه عن عباد بن حبيش ، والبيهقي عن أبي عبيدة بن حذيفة عن رجل ، والطبراني عن الشعبي ، والبيهقي عن علي ، كلهم عن عدي بن حاتم ، والبيهقي عن ابن إسحاق واللفظ له . قال عدي بن حاتم رضي الله تعالى عنه : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبوة ولا أعلم أحدا من العرب كان أشد كراهية لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع به مني ، أما أنا فكنت أمرأ شريفا وكنت نصرانيا ، وكنت أسير في قومي بالمرباع ، وكنت في نفسي على دين وكنت ملكا في قومي لما كان يصنع بي ، فلما سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم كرهته أشد ما كرهت شيئا ، فقلت لغلام كان لي عربي وكان راعيا لإبلي : لا أبا لك أعدد لي من إبلي أجمالا ذللا سمانا فاحتبسها قريبا مني ، فإذا سمعت بجيش لمحمد قد وطئ هذه البلاد فآذني . ففعل . ثم إنه أتاني ذات غداة فقال : يا عدي ما كنت صانعا إذا غشيتك خيل محمد فاصنعه الآن ، فإني رأيت رايات فسألت عنها فقالوا : هذه جيوش محمد ، فقلت : قرب إلي أجمالي ، فقربها فاحتملت بأهلي وولدي ، ثم قلت : ألحق بأهل ديني من النصارى بالشام ، فسلكت الجوشية .

                                                                                                                                                                                                                              وفي حديث أبي عبيدة رضي الله تعالى عنه : فخرجت إلى أقصى العرب مما يلي الروم ، ثم كرهت مكاني أشد ما كرهت مكاني الأول . وعند ابن إسحاق قال عدي : وخلفت بنتا لحاتم في الحاضر
                                                                                                                                                                                                                              . وفي حديث : جاءت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوا عمي وناسا . قال : فلما قدمت الشام أقمت بها وتخالفني خيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتصيب ابنة حاتم فيمن أصابت ، فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبايا من طيئ ، وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم هربي إلى الشام . قال : فجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد كانت السبايا تحبس فيها ، فمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت إليه ، وكانت امرأة جزلة .

                                                                                                                                                                                                                              وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه : لما أتي بسبايا طيئ وقفت جارية جماء حمراء ، لعساء ، ذلفاء ، عيطاء ، شماء الأنف ، معتدلة القامة والهامة ، درماء الكعبين ، خدلجة الساقين ، لفاء الفخذين ، حميصة الخصرين ، ضامرة الكشحين ، مصقولة المتنين . قال : فلما رأيتها أعجبت بها وقلت : لأطلبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعلها في فيئي .

                                                                                                                                                                                                                              فلما تكلمت أنسيت جمالها لما سمعت من فصاحتها .

                                                                                                                                                                                                                              فقالت : يا محمد إن رأيت أن تخلي عنا ولا تشمت بنا أحياء العرب فإني ابنة سيد قومي ، وإن أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني ويشبع الجائع ويكسو العاري ويقري الضيف ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط ، أنا ابنة حاتم طيئ . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ ص: 377 ]

                                                                                                                                                                                                                              «يا جارية هذه صفة المؤمنين حقا ، لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق والله يحب مكارم الأخلاق»
                                                                                                                                                                                                                              . وفي حديث ابن إسحاق : فقالت : يا رسول الله ، هلك الوالد ، وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك . قال : «من وافدك ؟ » قالت : عدي بن حاتم . قال : «الفار من الله ورسوله» . قالت : ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركني ، حتى إذا كان من الغد مر بي فقلت له مثل ذلك وقال لي مثل ما قال بالأمس . قالت : حتى إذا كان الغد مر بي وقد يئست منه فأشار إلي رجل من خلفه أن قومي فكلميه . قالت : فقمت إليه فقلت : يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك . فقال صلى الله عليه وسلم : «قد فعلت فلا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتى يبلغك إلى بلادك ثم آذنيني» . فسألت عن الرجل الذي أشار إلي أن أكلمه فقيل علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                                                              وأقمت حتى قدم ركب من بلي أو قضاعة . قلت : وإنما أريد أن آتي أخي بالشام . قالت : فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله قد قدم رهط من قومي لي فيهم ثقة وبلاغ . قالت : فكساني رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملني وأعطاني نفقة ، فخرجت معهم حتى قدمت الشام .

                                                                                                                                                                                                                              قال عدي : فوالله إني لقاعد في أهلي إذ نظرت إلى ظعينة تصوب إلي تؤمنا . قال : فقلت : ابنة حاتم قال : فإذا هي هي . قال : فلما وقفت علي انسلحت تقول : القاطع الظالم ، احتملت بأهلك وولدك وتركت بقية والدك عورتك . قال : قلت : أي أخية لا تقولي إلا خيرا فوالله ما لي من عذر ، لقد صنعت ما ذكرت . قال : ثم نزلت فأقامت عندي . فقلت لها ، وكانت امرأة حازمة : ماذا ترين في أمر هذا الرجل ؟ قالت : أرى والله أن تلحق به سريعا ، فإن يكن الرجل نبيا فللسابق إليه فضله ، فقد أتاه فلان فأصاب منه وأتاه فلان فأصاب منه ، وإن يكن ملكا فلن تذل في عز اليمن وأنت أنت . قال : قلت : والله إن هذا للرأي
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              وفي حديث الشعبي : قال : فلما بلغني ما يدعو إليه من الأخلاق الحسنة وما قد اجتمع إليه من الناس خرجت حتى أقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فدخلت عليه وهو في مسجده وعنده امرأة وصبيان أو صبي . وذكر قربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فعرفت أنه ليس بملك كسرى ولا قيصر ، فسلمت عليه فقال : «من الرجل ؟ » فقلت : عدي بن حاتم . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلق بي إلى بيته ، فوالله إنه لعامد بي إليه إذ لقيته امرأة ضعيفة كبيرة فاستوقفته ، فوقف لها طويلا فكلمته في حاجتها فقلت في نفسي : والله ما هذا بملك .

                                                                                                                                                                                                                              قال : ثم مضى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دخل بيته تناول وسادة من أدم محشوة ليفا فقدمها إلي فقال : «اجلس على هذه» . قال : قلت : يا رسول بل أنت فاجلس عليها ، قال : «بل [ ص: 378 ]

                                                                                                                                                                                                                              أنت» فجلست عليها وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأرض . فقال : «يا عدي أخبرك ألا إله إلا الله ، فهل من إله إلا الله ؟ وأخبرك أن الله تعالى أكبر ، فهل من شيء هو أكبر من الله عز وجل ؟ » ثم قال : «يا عدي اسلم تسلم» . فقلت : إني على ديني . فقال : «أنا أعلم منك بدينك» . فقلت : أنت أعلم مني بديني ؟ قال : «نعم» يقولها ثلاثا . «ألست ركوسيا ؟ » فقلت : بلى . قال : «ألست ترأس قومك ؟ » قلت : بلى . قال : «أولم تكن تسير في قومك بالمرباع ؟ » قلت : بلى والله ، وعرفت أنه نبي مرسل يعلم ما يجهل . قال : «فإن ذلك لم يكن يحل لك في دينك» . ثم قال : «يا عدي لعلك إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين أن رأيت خصاصة من عندنا ، فوالله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه ، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه ما ترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم ، فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف»
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية قال : «هل رأيت الحيرة ؟ » قلت : لم أرها وقد علمت مكانها . قال : «فإن الظعينة سترحل من الحيرة تطوف بالبيت في غير جوار لا تخاف أحدا إلا الله عز وجل والذئب على غنمها» . قال : فقلت في نفسي فأين ذعار طيئ الذين سعروا البلاد ؟ قال : «فلعلك إنما يمنعك من دخول فيه أنك ترى الملك والسلطان في غيرهم والله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم» . وفي رواية : «لتفتحن عليهم كنوز كسرى بن هرمز » .

                                                                                                                                                                                                                              قلت : كنوز كسرى بن هرمز . قال : «كنوز كسرى بن هرمز »
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : «ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج بملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه ، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم وينظر عن شماله فلا يرى إلا جهنم ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا شق تمرة فبكلمة طيبة» . قال عدي رضي الله تعالى عنه : فأسلمت فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استبشر فقد رأيت الظعينة ترحل من الكوفة حتى تطوف بالبيت لا تخاف إلا الله عز وجل ، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ولئن طالت بكم حياة سترون ما قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              تنبيه : في بيان غريب ما سبق :

                                                                                                                                                                                                                              عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي [بن أخزم بن أبي أخزم] بن ربيعة بن جرول- بفتح الجيم وسكون الراء- ابن ثعل- بضم الثاء المثلثة وفتح العين المهملة- ابن عمرو بن الغوث بن طيئ الطائي ، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان سنة تسع كما ذكره الماوردي في حاويه ، شهد مع علي رضي الله تعالى عنه حروبه ، مات [ ص: 379 ]

                                                                                                                                                                                                                              بالكوفة سنة تسع أو ثمان وستين وهو ابن مائة وعشرين أو مائة وثمانين . قال ابن قتيبة رحمه الله تعالى : «ولم يبق له عقب إلا من جهة ابنتيه [ أسدة ] وعمرة ، وإنما عقب حاتم الطائي من ولده عبد الله بن حاتم » .

                                                                                                                                                                                                                              المرباع : بكسر الميم وسكون الراء : ربع الغنيمة كان سادات الجاهلية يأخذونه .

                                                                                                                                                                                                                              لا أبا لك : بهمزة فموحدة مفتوحتين ، أكثر ما يستعمل في المدح ، وقد يذكر في معرض الذم والتعجب ، وبمعنى جد في أمرك وشمر لأن من له أب اتكل عليه في بعض شأنه ، وقد تحذف اللام فيقال : أباك .

                                                                                                                                                                                                                              ذللا : بضم الذال المعجمة واللام جمع ذلول بفتح الذال المعجمة فلامين بينهما واو من الذل بكسر الذال المعجمة : اللين ضد الصعب .

                                                                                                                                                                                                                              آذني : بمد الهمزة : أعلمني .

                                                                                                                                                                                                                              ألحق : بفتح الهمزة والحاء المهملة مرفوع ، فعل مضارع .

                                                                                                                                                                                                                              خلفت : بتشديد اللام .

                                                                                                                                                                                                                              بنتا لحاتم : اسمها سفانة بفتح السين المهملة وتشديد الفاء وبعد الألف نون مفتوحة فتاء تأنيث .

                                                                                                                                                                                                                              الحاضر : بالحاء المهملة والضاد المعجمة : الجماعة النزول على الماء .

                                                                                                                                                                                                                              قدم بها : بضم القاف وكسر الدال المهملة : مبني للمفعول .

                                                                                                                                                                                                                              فجعلت ابنة حاتم : بالبناء للمفعول .

                                                                                                                                                                                                                              الحظيرة : بحاء مهملة وظاء معجمة مشالة : شيء يعمل للإبل من شجر ليقيها البرد والحر والريح .

                                                                                                                                                                                                                              تحبس : بالبناء للمفعول .

                                                                                                                                                                                                                              جزلة : بفتح الجيم وسكون الزاي : عاقلة .

                                                                                                                                                                                                                              جماء : بجيم فميم مشددة مفتوحتين : التي لا قرن لها .

                                                                                                                                                                                                                              حمراء : بحاء مهملة مفتوحة فميم ساكنة فراء : بيضاء .

                                                                                                                                                                                                                              لعساء : بلام مفتوحة فعين مهملة ساكنة فسين مهملة فهمزة ممدودة : في لونها سواد ومشربة بالحمرة ، ويقال أيضا لمن في شفتها سواد ، وللرجل ألعس .

                                                                                                                                                                                                                              ذلفاء : بذال معجمة مفتوحة فلام ساكنة ففاء فألف : من الذلف وهو بالتحريك صغر الأنف واستواء الأرنبة وقيل ارتفاع في طرفه مع صغر أرنبته . [ ص: 380 ]

                                                                                                                                                                                                                              عيطاء : بعين مهملة مفتوحة فمثناة تحتية ساكنة فطاء مهملة فهمز ممدود : أي طويلة العنق في اعتدال .

                                                                                                                                                                                                                              شماء الأنف : بشين معجمة فميم فألف : أي مرتفعة قصبة الأنف مع استواء أعلاها وإشراف الأرنبة قليلا .

                                                                                                                                                                                                                              درماء الكفين : بدال مهملة مفتوحة فراء ساكنة فميم فألف : لا حجم لعظامها .

                                                                                                                                                                                                                              خدلجة الساقين : بخاء معجمة فدال مهملة مفتوحتين فلام مشددة مفتوحة فجيم : متدانيتهما من السمن .

                                                                                                                                                                                                                              لفاء الفخذين : بلام ففاء مشددة مفتوحتين فهمز ممدود : متدانيتهما من السمن .

                                                                                                                                                                                                                              خميصة الخصرين : بخاء معجمة مفتوحة فميم مكسورة فمثناة تحتية فصاد مهملة فتاء : أي ضامرتهما .

                                                                                                                                                                                                                              ضامرة الكشحين : بضاد معجمة فألف فميم فراء فتاء تأنيث : أي قليلة لحمهما غير مرهلة .

                                                                                                                                                                                                                              مصقولة المتنين : بميم فصاد مهملة فقاف فواو فلام أي مضمرتهما .

                                                                                                                                                                                                                              الدمار : بدال مهملة فميم مفتوحتين فألف فراء : الهلاك .

                                                                                                                                                                                                                              عاب الوافد : بالواو والفاء ، قال في العيون : وقال بعض الناس لا معنى له إلا على وجه بعيد ، ووجدت الوقار بفتح الواو وبالقاف ، وهو ذكره في كتابه بالراء وهو أشبه .

                                                                                                                                                                                                                              الفار : بتشديد الراء .

                                                                                                                                                                                                                              وأشار إلي رجل من خلفه : هو علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                                                              من بلي : بوزن علي .

                                                                                                                                                                                                                              الرهط : ما دون العشرة من الرجال .

                                                                                                                                                                                                                              الظعينة : بفتح الظاء المعجمة المشالة وكسر العين المهملة المرأة ، والراحلة التي يرحل عليها ويظعن أي يسار .

                                                                                                                                                                                                                              تؤمنا : أي تقصدنا .

                                                                                                                                                                                                                              ابنة حاتم : بالرفع خبر مبتدأ محذوف أي هذه ابنة حاتم .

                                                                                                                                                                                                                              انسحلت : تقول إن كانت هذه اللفظة بالجيم فيقال أسجلت الكلام أي أرسلته ، وإن [ ص: 381 ] كانت بالحاء المهملة يقال انسحل الخطيب بالكلام إذا جرى به وركب مسحله إذا مضى في خطبته ، قاله في الصحاح . وقال أبو ذر في الإملاء قال في النور : ينبغي أن يحرر هذه اللفظة ، والظاهر أنها بالجيم يقال سجلت الماء فانسجل أي صببته فانصب ويحتمل أن يكون من أسجلت الكلام إذا أرسلته .

                                                                                                                                                                                                                              الركوسي : بفتح الراء وضم الكاف وتشديد التحتية نسبة إلى فرقة من النصارى والصابئين .

                                                                                                                                                                                                                              ترأس : بفتح المثناة الفوقية وسكون الراء وهمزة فسين مهملة أي تصير رئيسا .

                                                                                                                                                                                                                              خصاصة : بخاء معجمة وصادين مهملتين بينهما ألف : أي حاجة وفقر ، وأصل الخصاس الخلل والفرج ومنه خصاص الأصابع وهي الفرج بينها .

                                                                                                                                                                                                                              القاطع الظالم : بالرفع أي أنت القاطع أنت الظالم .

                                                                                                                                                                                                                              عورتك : بالنصب بدل من «بقية» ، وهو منصوب على أنه مفعول : « تركت» ، والعورة كل ما يستحى منه . وقول سفانة أخته : «فإن لم يكن نبيا» ، قالته على سبيل العرض والتنزل لتحرضه على مجيئه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنها قد أسلمت ، ثم أطلقت .

                                                                                                                                                                                                                              إيه إيه : اسم سمي به تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل : إيه بكسر الهاء . قال ابن السكيت فإن وصلت نونت فقلت : إيه حدثنا . قال الزجاج رحمه الله : إذا قلت إيه يا رجل فإنما تأمره أن يزيدك من الحديث المعهود بينكما كأنك قلت : هات الحديث ، وإن قلت إيه كأنك قلت هات حديثا إما لأن التنوين تنكير ، قال في النور : والظاهر أن إيه في هذا المكان بالتنوين . قلت وكذلك هو في نسخ السيرة .

                                                                                                                                                                                                                              أجل : كنعم وزنا ومعنى .

                                                                                                                                                                                                                              لم يجهل : بالبناء للمفعول .

                                                                                                                                                                                                                              القادسية : بالقاف وبعد الألف دال فسين مكسورتين مهملتين فتحتية مشددة فتاء تأنيث : بينها وبين الكوفة نحو مرحلتين .

                                                                                                                                                                                                                              الحيرة : بكسر الحاء المهملة : البلد القديم بظهر الكوفة ومحلة معروفة بنيسابور .

                                                                                                                                                                                                                              ذعار : بذال معجمة مضمومة فعين مهملة فألف فراء : الذين يفزعونهم .

                                                                                                                                                                                                                              سعروا : بفتح السين والعين والمهملتين : أوقدوا .

                                                                                                                                                                                                                              بابل : بموحدتين الثانية مكسورة .

                                                                                                                                                                                                                              فتحت : بالبناء للمفعول وكذلك ما بعده [لتفتحن] . [ ص: 382 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية