الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السادس في وفد بني أسد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي ، وهشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قالا : قدم عشرة رهط من بني أسد بن خزيمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول سنة تسع ، فيهم حضرمي بن عامر ، وضرار بن الأزور ، ووابصة بن معبد ، وقتادة بن القائف ، وسلمة بن حبيش ، وطليحة بن خويلد ، ونقادة بن عبد الله بن خلف ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد مع أصحابه ، فسلموا وقال متكلمهم : يا رسول الله ، إنا شهدنا ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك عبده ورسوله .

                                                                                                                                                                                                                              وقال حضرمي بن عامر : «أتيناك نتدرع الليل البهيم في سنة شهباء ، ولم تبعث إلينا بعثا» ، فنزلت فيهم : يمنون عليك أن أسلموا
                                                                                                                                                                                                                              [الحجرات 17] . وروى النسائي والبزار وابن مردويه عن ابن عباس ، وسعيد بن منصور وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر عن سعيد بن جبير ، وابن المنذر ، والطبراني ، وابن مردويه بسند حسن عن عبد الله بن أوفى ، قال الأولان : جاءت بنو أسد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله أسلمنا ولم نقاتلك كما قاتلك العرب ، وفي رواية بنو فلان . فأنزل الله تعالى : يمنون عليك أن أسلموا .

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن سعد : وكان معهم قوم من بني الزنية وهم بنو مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد . فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أنتم بنو الرشدة» . فقالوا : لا نكون مثل بني محولة ، يعنون بني عبد الله بن غطفان . ومما سألوا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم- يومئذ العيافة والكهانة وضرب الحصى فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم- عن ذلك كله . فقالوا يا رسول الله إن هذه الأمور كنا نفعلها في الجاهلية ، أرأيت خصلة بقيت ؟ قال : «وما هي ؟ » قال [صلى الله عليه وسلم] : «الخط ، علمه نبي من الأنبياء فمن صادف مثل علمه علم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد عن رجال من بني أسد ثم من بني مالك بن مالك بن أسد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال لنقادة بن عبد الله بن خلف بن عميرة بن مري بن سعد بن مالك الأسدي : «يا نقادة ابغ لي ناقة حلبانة ركبانة ولا تولهها على ولد» . فطلبها في نعمه فلم يقدر عليها . فوجدها عند ابن عم له يقال له سنان بن ظفير ، فأطلبه إياها ، فساقها نقادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم- ، فمسح ضرعها ودعا نقادة فحلبها حتى إذا أبقى فيها بقية من لبنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- : أي نقادة اترك دواعي اللبن» . فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم- وسقى أصحابه من [ ص: 267 ] لبن تلك الناقة ، وسقى نقادة سؤره وقال : «اللهم بارك فيها من ناقة وفيمن منحها» . قال نقادة : قلت : وفيمن جاء بها يا رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : وفيمن جاء بها» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية