الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثالث والثلاثون في وفود الحارث بن حسان إليه صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ، والترمذي والنسائي وابن ماجه عن الحارث بن حسان البكري قال : خرجت أشكو العلاء الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمررت بالربذة فإذا عجوز من بني تميم منقطع بها ، فقالت : يا عبد الله إن لي إلى رسول الله حاجة فهل أنت مبلغي إليه ؟ قال : فحملتها فأتيت المدينة فإذا المسجد غاص بأهله وإذا راية سوداء تخفق وبلال متقلد السيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : ما شأن الناس ؟ قالوا : يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها . قال : فجلست فدخل منزله فاستأذنت عليه فأذن لي .

                                                                                                                                                                                                                              فدخلت فسلمت فقال : «هل كان بينكم وبين تميم شيء ؟ »

                                                                                                                                                                                                                              قلت : نعم ، وكانت الدائرة عليهم ومررت بعجوز من بني تميم منقطع بها فسألتني أن أحملها إليك وها هي بالباب . فأذن لها فدخلت . فقلت : يا رسول الله إن رأيت أن تجعل بيننا وبين تميم حاجزا فاجعل الدهناء . فحميت العجوز واستوفزت وقالت : يا رسول الله أين يضطر مضرك ؟ قال : قلت : إن مثلي ما قال الأول معزى حملت حتفها ، حملت هذه ولا أشعر أنها كانت لي خصما أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد . قالت هي : وما وافد عاد ؟ وهي [ ص: 319 ] أعلم بالحديث منه ولكن تستطعمه . قلت : إن عادا قحطوا فبعثوا وافدا لهم . فمر بمعاوية بن بكر . فأقام عنده شهرا يسقيه الخمر وتغنيه جاريتان يقال لهما الجرادتان . فلما مضى الشهر خرج إلى جبال مهرة فقال : اللهم إنك تعلم لم أجيء إلى مريض فأداويه ولا إلى أسير فأفاديه ، اللهم اسق عادا ما كنت تسقيه . فمرت به سحابات سود ، فنودي منها : اختر ، فأومأ إلى سحابة منها سوداء فنودي منها : خذها رمادا ورمددا ، لا تبق من عاد أحدا . قال : فما بلغني أنه أرسل عليهم من الريح إلا بقدر ما يجري في خاتمي هذا حتى هلكوا . قال أبو وائل : وكانت المرأة أو الرجل إذا بعثوا وافدا لهم قالوا : لا يكن كوافد عاد
                                                                                                                                                                                                                              . [ ص: 320 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية