الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب العاشر في قدوم وفد الأشعريين إليه صلى الله عليه وسلم وذكر إعلامه صلى الله عليه وسلم بقدومهم قبل وصولهم ودعائه لهم لما أشرفوا في البحر على الغرق .

                                                                                                                                                                                                                              قال عبد الرزاق : أخبرنا معمر قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا في أصحابه يوما فقال : «اللهم أنج أصحاب السفينة» . ثم مكث ساعة فقال : «استمدت» . فلما دنوا من المدينة قال : «قد جاءوا يقودهم رجل صالح» قال : «والذين كانوا معه في السفينة الأشعريون والذين قادهم عمرو بن الحمق الخزاعي» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أين جئتم ؟ » قالوا من زبيد . قال : «بارك الله في زبيد» . قالوا : وفي زمع . قال : «وبارك الله في زبيد» . قالوا وفي زمع . قال : في الثالثة : «وفي زمع» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد والبيهقي وأحمد بن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «يقدم عليكم قوم هم أرق منكم قلوبا» . فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون :


                                                                                                                                                                                                                              غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 274 ] وروى البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا الإيمان يمان ، والحكمة يمانية السكينة في أهل الغنم والفخر والخيلاء في الفدادين من أهل الوبر» .

                                                                                                                                                                                                                              وعن جبير بن مطعم رضي الله تعالى عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «أتاكم أهل اليمن كأنهم السحاب وهم خيار من في الأرض» . فقال رجل من الأنصار : إلا نحن يا رسول الله ؟ فسكت ثم قال : إلا نحن يا رسول الله ؟ فقال : «إلا أنتم كلمة ضعيفة» .

                                                                                                                                                                                                                              رواه في زاد المعاد عن يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه . قال : ولما لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلموا وبايعوا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الأشعريون في الناس كصرة فيها مسك» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية