[ 142 ] أخبرنا ، أخبرنا أبو طاهر الفقيه حدثنا أبو بكر القطان ، إبراهيم بن الحارث البغدادي ، حدثنا ، حدثنا يحيى بن أبي بكير عن زهير بن محمد ، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، صالح مولى التوأمة ، عن رضي الله عنهما قال : ابن عباس " [ ص: 303 ] " إن من الملائكة قبيلة يقال : لها الجن ، وكان إبليس منها ، وكان يسوس مما بين السماء والأرض ، فسخط الله عليه فمسخه شيطانا رجيما
قال رحمه الله تعالى : " فهذا إن ثبت دل على مفارقة هذه القبيلة غيرهم من الملائكة في التسمية " وزعم البيهقي " أن خلق إبليس ، وخلق هؤلاء وقع من نار السموم ، ومن مارج من نار ، وهم كانوا خزان الجنة رأسهم إبليس ، وكانوا أهل السماء الدنيا فهبطوا إلى الأرض حين اقتتلت الجن الذين كانوا سكان الأرض ، وهم الذين أوحى الله عز وجل إليهم : ( مقاتل بن سليمان : إني جاعل في الأرض خليفة ) " وزعم الكلبي : " أنهم كانوا خزان الجنان يقال : لذلك الجنة ، الجن ، اشتق لهم اسم من الجنة ، وكان مع إبليس أقاليد الجنان ، وخلقه من مارج من نار ، وهي نار لا دخان لها فاقتتل الجن بنو الجان ، فيما بينهم فبعث الله تعالى إبليس من السماء الدنيا في جند من الملائكة فهبطوا إلى الأرض ، وأخرجوا الجن بني الجان منها وألحقوهم بجزائر البحر ، وسكنوا الأرض ، وهم الذين قال الله عز وجل : لهم : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) .
ولم يعن به الملائكة الذين في السماء .
قال رحمه الله تعالى : " فعلى هذا يحتمل إن كان خلق هؤلاء أيضا وقع من مارج من نار أن يكونوا إنما يسمون الجن لما ذكره الكلبي ، أو لموافقتهم الجن في [ ص: 304 ] أصل الخلقة ، وخلق غيرهم من الملائكة ، وقع من نور كما روينا من حديث البيهقي ، وقوله : ( عائشة وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ) يحتمل أن يكون المراد به هذه القبيلة التي يقال : لها الجن دون غيرهم من الملائكة .
قال رحمه الله تعالى : " ومما يدل على مفارقة الجن الملائكة ، أن الله عز وجل أخبر أنه يسأل الملائكة يوم القيامة عن المشركين فيقول لهم : ( الحليمي أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون ) .
فيقول الملائكة : ( سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن ) فثبت بهذا أن الملائكة غير الجن " فقال رحمه الله : " ويحتمل أن يكون هذا التبري من الملأ الأعلى الذين كانوا لا يسمون جنا ، والله أعلم " . البيهقي