الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 373 ] 63 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : { من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين }

421 - حدثنا جعفر الفريابي ، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن الأعمش ، عن الحكم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من حدث عني بحديث ، وهو يرى أنه كذب ، فهو أحد الكاذبين } .

422 - وحدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا العقدي ، وبشر الزهراني ، وعفان ، حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن ابن أبي ليلى ، عن سمرة بن جندب ، عن النبي عليه السلام مثله .

423 - وحدثنا بكار ، حدثنا وهب بن جرير ، حدثنا شعبة ، عن [ ص: 374 ] حبيب بن أبي ثابت ، عن ميمون بن أبي شبيب ، عن المغيرة بن شعبة ، عن النبي عليه السلام مثله .

424 - وحدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا أبو داود الطيالسي ، وبشر بن عمر قالا : حدثنا شعبة ، عن حبيب ، عن ميمون ، عن المغيرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله .

425 - وحدثنا إبراهيم ، حدثنا وهب ، حدثنا شعبة ... ثم ذكر بإسناده مثله .

426 - وحدثنا الحسن بن نصر ، حدثنا أبو نعيم ، والفريابي قالا : حدثنا سفيان ، وحدثنا عبد الملك بن مروان الرقي ، حدثنا الفريابي ، عن سفيان ، عن حبيب ، عن ميمون ، عن المغيرة ، عن النبي عليه السلام مثله .

فتأملنا هذا الحديث لنقف على المراد به منه ما هو ، فوجدنا الله تعالى قد قال في كتابه : فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب إلى قوله : [ ص: 375 ] ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه فوجدناه تعالى قد أخبر أن ذوي الكتاب مأخوذ عليهم أن لا يقولوا على الله إلا الحق ، وكان ما يأخذونه عن الله تعالى هو ما يأخذونه عن رسله صلوات الله عليهم إليهم ، فكان فيما أخذه الله تعالى عليهم أن لا يقولوا على الله إلا الحق ، ودخل فيه أخذه عليهم أن لا يقولوا على رسله إلا الحق ، كان الحق هاهنا كهو في قوله تعالى : إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ، وكان من شهد بظن فقد شهد بغير الحق ، إذ كان الظن كما قد وصفه الله تعالى في قوله : وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا .

وفي ذلك إعلامه إيانا أن الظن غير الحق ، وإذا كان من شهد بالظن شاهدا بغير الحق ، كان مثله من حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لظن محدثا عنه بغير الحق ، والمحدث عنه بغير الحق محدث عنه بالباطل ، والمحدث عنه بالباطل كاذب عليه كأحد الكاذبين عليه الداخلين في قوله عليه السلام : { من كذب علي متعمدا ، فليتبوأ مقعده من النار } ، ونعوذ بالله تعالى من ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية