الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها .

[38] كل ذلك المذكور من المناهي كان سيئه عند ربك مكروها قرأ الكوفيون ، وابن عامر : (سيئه ) بضم الهمزة والهاء وإلحاقها واوا في اللفظ على الإضافة والتذكير ، ومعناه : كل الذي ذكرناه من قوله : وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه (كان سيئه ) ؛ أي : سيئ ما عددنا عليك عند ربك مكروها ؛ لأن فيما عد أمورا حسنة ؛ كقوله : وآت ذا القربى حقه واخفض لهما جناح الذل وغير ذلك ، وقرأ الباقون : بفتح الهمزة ونصب تاء التأنيث مع التنوين على التوحيد ، ومعناه : كل الذي ذكرنا من قوله : ولا تقتلوا أولادكم إلى هذا الموضع سيئة ، لا حسنة ، والكل يرجع إلى المنهي عنه دون غيره ، ولم يقل : مكروهة ؛ لأن فيه تقديما وتأخيرا ، تقديره : كل ذلك كان مكروها ، سيئة ، وقوله : مكروها على التكرير لا على الصفة ، مجازه كل ذلك كان سيئة ، وكان مكروها ، أو رجع إلى المعنى دون اللفظ ؛ لأن السيئة الذنب ، وهو مذكر .

التالي السابق


الخدمات العلمية