الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم .

[5] ثم استثنى منه إلا الذين تابوا من بعد ذلك القذف .

وأصلحوا حالهم فإن الله غفور رحيم .

واختلفوا في قبول شهادة القاذف بعد إقامة الحد عليه إذا تاب ، فقال أبو حنيفة : لا تقبل شهادة المحدود فيه ، وإن تاب عن جريمة القذف ، لكن لا يرد شهادته بنفس القذف ، وإنما يردها بإقامة الحد ، ومالك والشافعي وأحمد يردون شهادته بنفس القذف ، وقالوا : تقبل شهادته بعد التوبة ، سواء كانت قبل الحد أو بعده ، وصفتها عند الشافعي : أن يقول : قذفي باطل ، وأنا نادم ، ولا أعود إليه ، وعند مالك وأحمد : توبته أن يكذب نفسه ، إلا أن مالكا اشترط مع التوبة بعد الحد ألا تقبل شهادته في مثل الحد الذي أقيم [ ص: 508 ] عليه ، ودليل أبي حنيفة على عدم قبول شهادته على التأبيد قوله تعالى : ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا ، وذكره بالتأبيد يدل على أنها لا تقبل في كل حال ، والاستثناء منصرف إلى ما يليه ، وهو قوله تعالى : وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا ، ومن قال بقبول شهادته إذا تاب ، قال : لأن الله تعالى استثنى التائبين عقب النهي بقوله : إلا الذين تابوا .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية