الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون .

[82] قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون محشورون ، [ ص: 486 ] قالوا ذلك على طريق الإنكار والتعجب . واختلف القراء في (أإذا ) (أئنا ) في الإخبار بالأول منهما ، والاستفهام بالثاني ، وعكسه ، والاستفهام فيهما ، وفي ضم الميم وكسرها من (متنا ) ، فقرأ ابن عامر ، وأبو جعفر : (إذا ) بالإخبار ، (متنا ) : بضم الميم ، (أئنا ) : بالاستفهام ، فابن عامر يحقق الهمزتين ، وأبو جعفر يسهل الثانية ، ويفصل بينهما بألف ، واختلف عن هشام راوي ابن عامر في الفصل مع تحقيق الهمزتين ، وقرأ نافع : (أئذا ) : بالاستفهام وتسهيل الهمزة الثانية ، (متنا ) : بكسر الميم و (إنا ) : بالإخبار ، ووافقه رويس عن يعقوب في حكم الهمزتين ، وخالفه في الميم ، فقرأها : بالضم ، وقرأ الكسائي : (أئذا ) : بالاستفهام ، ويحقق الهمزتين ، (متنا ) : بكسر الميم ، و (إنا ) : بالإخبار ، ووافقه روح عن يعقوب في حكم الهمزتين ، وقرأ : (متنا ) بضم الميم ؛ كرويس ، وقرأ الباقون : (أئذا ) (أئنا ) : بالاستفهام فيهما ، فابن كثير ، وأبو عمرو يسهلان الهمزة الثانية منهما ، وأبو عمرو يفصل بينهما بألف ، واتفقا على ضم الميم من (متنا ) ، وعاصم ، وحمزة ، وخلف : يحققون الهمزتين منهما ، ويكسر حمزة وخلف الميم ، واختلف عن عاصم ، فقرأ أبو بكر عنه : بالضم ، وحفص : بالكسر ، فمن قرأ بالاستفهامين ، فذلك للتأكيد ، ومن استفهم في الأول فقط ، فإنما يقصد بالاستفهام الموضع الثاني ، تقديره : أنبعث ونحشر إذا ، ومن استفهم في الثاني فقط ، فمعناه : إذا كنا ترابا ، أنبعث ؟

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية