الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 413 ] إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير .

[23] وقال في الآخر ، وهم المؤمنون : إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها يلبسون الحلي في الجنة .

من أساور من ذهب جمع سوار .

ولؤلؤا اللؤلؤ : اسم جامع للحب يخرج من البحر . قرأ نافع ، وأبو جعفر ، وعاصم ، ويعقوب : (ولؤلؤا ) بالنصب على معنى : ويحلون لؤلؤا ، ولأنها مكتوبة في المصاحف بالألف ، فأبو جعفر يترك الهمزتين ، فيسكن الواو الأولى ، وينصب الثانية ، وأبو بكر عن عاصم : يترك الأولى فقط ، وقرأ الباقون : بالخفض عطفا على (أساور ) ، وأبو عمرو يترك الهمزة الأولى ، واختلفوا في وجه إثبات الألف فيه ، فقال أبو عمرو : أثبتوها كما أثبتوا في (قالوا ) ، و (كانوا ) ، وقال الكسائي : أثبتوها للهمزة ؛ لأن الهمزة حرف من الحروف .

ولباسهم فيها في الجنة حرير هو الإبريسم المحرم لبسه على الرجال ، ولا خلاف بين الأئمة في تحريم لبس الحرير على الرجل إلا في [ ص: 414 ] الحرب المباح ، أو لضرورة ؛ كحكة ، أو جرب في جسده ، واختلفوا في الجلوس عليه ، والاستناد إليه ، فأجازه أبو حنيفة ، ومنعه الثلاثة كلبسه ، وحكم الصبي عند أحمد كالرجل .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية