الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون .

[8] والخيل أي : وخلق الخيل ، وهي اسم جنس لا واحد له من لفظه ؛ كالإبل ، والنساء والبغال والحمير لتركبوها وزينة أي : وجعلها زينة لكم مع المنافع التي فيها . [ ص: 10 ]

واحتج بهذه الآية من حرم لحوم الخيل ، وهو قول أبي حنيفة ومالك ؛ لأنه علل خلق هذه الأشياء بالركوب والزينة ، ولم يذكر الأكل ، وعن مالك رواية أخرى أنها مكروهة ، وقال الشافعي وأحمد وأبو يوسف ومحمد بن الحسن بإباحة لحوم الخيل ، وقالوا : ليس المراد من الآية بيان التحليل والتحريم ، بل المراد منه تعريف الله عباده نعمه وتنبيههم على كمال قدرته وحكمته ، وحجتهم ما روي عن جابر رضي الله عنه قال : "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر عن لحوم الحمر ، ورخص في لحوم الخيل" ، وأما لحوم البغال والحمر الأهلية ، فمحرمة بالاتفاق ، وروي عن مالك أنها مكروهة كراهة مغلظة .

ويخلق ما لا تعلمون أي : إن مخلوقات الله من الحيوان وغيره لا يحيط بعلمها بشر ، بل ما يخفى عليه أكثر مما يعلمه .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية